أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري، أن قوات التحالف لن تكون يوماً معوقة لعمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في اليمن، معتبراً أن الجانب الإنساني يشكّل جزءاً مهماً من العمل العسكري الذي تقوم به القوات، مشدّداً على ضرورة التزام اللجان والمنظمات المعنية بإيصال تلك المساعدات بالإجراءات والاشتراطات التي تحددها القوات، مضيفاً: «عند توجيه القيادات السياسية قوات التحالف بإيقاف الهجمات بهدف تقديم المساعدات فسيتم ذلك». وأوضح عسيري خلال الإيجاز الصحافي اليومي لعملية «عاصفة الحزم» في الرياض أمس، أن قوات التحالف ما وجدت إلا لمساعدة ونجدة الشعب اليمني وحماية الحكومة الشرعية، لافتاً إلى أن الميليشيات الحوثية تعطّل إيصال المساعدات بالشكل المناسب، نظراً إلى كونها تسيطر على المطارات حالياً، مؤكداً أن عمليات إجلاء الرعايا والعمليات الإغاثية تتم بالتنسيق مع دول التحالف، مبيّناً أن عدداً من الدول أجلت رعاياها خلال اليومين الماضيين، وأن الرعايا الروسيين تم إجلاؤهم من خلال طائرتين عبر مصر والأردن، مستبعداً تقديم أي تمويل أو إمدادات بالأسلحة للحوثيين من خلال الطائرتين الروسيتين. وقال: «نتعامل مع جميع المنظمات الإغاثية مثل الصليب الأحمر وغيرها، لإعطائهم التراخيص اللازمة وتحديد الوقت المناسب لوجودهم لتقديم المساعدات، فقوات التحالف تستهدف حفظ أمن واستقرار اليمن، ومن غير المعقول أن يكون التحالف هو من يعطّل إيصال المساعدات، لكن نحن نؤكد للدول والمنظمات الالتزام بالوقت المحدد لوجودهم، لأن عدم الالتزام يصعّب عملياتنا، فكلما كانت المعلومات دقيقة ومتكاملة سارعنا ب«إعطاء التراخيص، فالجانب الإنساني يعدّ من أساسيات أعمالنا، لكن يجب ألا يتعارض ذلك مع العمليات العسكرية، وأن تتم وفق إجراءات السلامة، وأن تصل إلى الأشخاص المناسبين»، مشيراً إلى أن القوات استمرت في عمليات الإمداد للجان الشعبية وأفراد المقاومة اليمنية، واصفاً الوضع في عدن ب«الهادئ». وأفاد بأن بعض الحوثيين يوجدون في مناطق محددة ومعروفة على مستوى عدن، مشيراً إلى أن قوات التحالف تتابعهم وقامت بتنفيذ بعض العمليات الهجومية ضدهم، تزامناً مع استمرار التواصل مع اللجان الشعبية، منوّهاً بأن ال24 ساعة الماضية شهدت عمليات جويّة محدودة وناجحة، نظراً إلى موجة الغبار التي شهدتها اليمن، موضحاً أن إحدى الهجمات استهدفت مستودعاً آخر من مستودعات الذخائر، فيما لفت إلى أن العمليات البرية استمرت لمواجهة الحوثيين ممن يستهدفون بعض المواقع الحدودية مع المملكة، مضيفاً: «وقعت اشتباكات متقطعة نتج منها أول من أمس استشهاد رجليّ أمن وإصابة آخرين بإصابات طفيفة، في حين تمّت السيطرة على المعتدين، علماً بأن أولئك المعتدين يتحركون مجوعات صغيرة لا تتجاوز خمسة أفراد، في مناطق جبلية وعرة، ويتحصنون في كهوف، والقوات البرية تتعامل معها بالشكل المناسب». ونوّه بأن العمليات البحرية متواصلة من خلال متابعة حركة السفن في المياه الإقليمية بموانئ اليمن، للتأكد من عدم وصول أي إمدادات إلى الحوثيين وعدم السماح بمغادرة أحد أفرادهم خارج حدود اليمن، لافتاً إلى أن أمن الممرات البحرية يعد مسؤولية دولية وليست مسؤولية دولة محددة، وأن قوات التحالف تقوم بدورها لمنع الميليشيات من الإضرار بالملاحة. وعن أثر تنظيم القاعدة في اليمن على العمليات العسكرية، ذكر عسيري أن هذا التنظيم يعدّ نشيطاً في اليمن منذ أعوام، عازياً ذلك إلى كونهم موجودين في منطقة غير مسيطر عليها بالشكل المناسب، في ظل وجود الميليشيات الحوثية والرئيس السابق، مبيّناً أن ما قامت به هذه الميليشيات من إطلاق سجناء القاعدة وإتاحة المجال أمامهم لمهاجمة «المكلا» والسيطرة على المصارف وبعض الجهات الحكومية، يعكس الرغبة في إيجاد الاضطرابات الأمنية بالمنطقة، مؤكداً أن القوات تتابع ذلك مع اللجان الشعبية والحكومية اليمنية الشرعية، للسيطرة على الوضع بصورة عاجلة.