لنثاروتي (اسبانيا) - أ ف ب - بدا أن تبعات إبعاد المغرب الناشطة الصحراوية أمينة حيدر إلى إسبانيا قد تتطور إلى أزمة ديبلوماسية بين البلدين، بعدما أعربت مدريد عن استيائها من تكرار الرباط رفضها عودة حيدر إلى الصحراء الغربية، واعتبرته «مخالفاً للقانون الدولي». لكن أوساطاً مغربية سعت أمس إلى التقليل من تأثير الموضوع على العلاقات. وقال رئيس ديوان وزارة الخارجية الإسبانية اغوستين سانتوس في مطار لنثاروتي (جزر الكناري) حيث تنفذ حيدر إضراباً عن الطعام منذ إبعادها، إن بلاده «تأسف كثيراً» لرفض المغرب عودة الناشطة الصحراوية جواً إلى العيون كبرى مدن الصحراء الغربية، ملغياً ترخيصاً في آخر لحظة. وأضاف أن «الحكومة الاسبانية تدعو السيدة حيدر إلى مواصلة نضالها من أجل حقوق الإنسان وتجدد اقتراحها، إذا اعتبرته مفيداً لكفاحها، منحها اللجوء أو الجنسية الاسبانية حتى تتمكن من العودة إلى العيون بوثائق مغربية». وكانت حيدر رفضت الاقتراحين بحجة أنها لا تريد أن تتحول إلى «أجنبية في بلادها». وكانت السلطات المغربية أبعدتها من الصحراء الغربية في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وسحبت جواز سفرها منها بسبب ما قالت الرباط إنه رفض الناشطة «القيام بإجراءات الشرطة العادية وإنكارها جنسيتها المغربية» لدى وصولها إلى العيون. وأكد سانتوس أنه «لا يشك» في أن الناشطة الصحراوية سترفض الشروط التي تفرضها الرباط على عودتها وهي الاعتذار والاعتراف بجنسيتها المغربية. وبعد أن استبعد عودتها سريعاً، أكد أن اسبانيا تضع تحت تصرفها منزلاً وستسعى إلى تمكينها من استقبال أبنائها. وكانت حيدر قالت في بيان تلته محاميتها إيناس ميرندا مساء أول من أمس، إن كل ما تريده هو «العودة إلى منزلها واحتضان أبنائها وأمها في العيون». وانتقدت مدريد مجدداً واتهمتها بالتواطؤ مع المغرب عندما استقبلتها على أراضيها عقب إبعادها من الصحراء. ورأت أن «اسبانيا غير قادرة على تسوية الوضع، وأقول مرة أخرى إن اسبانيا متواطئة مع المغرب وأن الحكومتين تريدان دفعي إلى الموت». في المقابل، أكد الأمين العام ل «حزب الأصالة والمعاصرة» رئيس مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان) محمد بيد الله الشيخ أن حيدر «لم تطرد من العيون ولم يسحب منها جواز سفرها المغربي»، لكنها «اختارت طوعاً التخلي عن جنسيتها المغربية وأوراق ثبوتها الإدارية». وأضاف في مؤتمر صحافي في العيون مساء أول من أمس أن إثارة هذه القضية وغيرها هدفه «إفشال المسار التفاوضي الذي أوجده الموفد الدولي كريستوفر روس»، من خلال معاودته دعوة الأطراف المعنية إلى مفاوضات مصغرة غير رسمية. من جهته، قال زعيم الحزب القريب من الملك محمد السادس الوزير السابق المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة إن خطة الحكم الذاتي «ليست مبادرة لربح الوقت، بل هي اقتراح جدي ومسؤول نابع من إرادة مغربية لحل قضية الصحراء». ووجه كلامه إلى المسؤولين الجزائريين متهماً إياهم ب «محاولة نسف مبادرة الحكم الذاتي»، كونها «تشكل خطراً على نظام الحكم في الجزائر»، في إشارة الى ما وصفه ب «أوضاع الطوارق والقبائل». ودعا رئيس «مجموعة الصداقة بين مجلس الشيوخ الإسباني ومجلس المستشارين المغربي» المستشار يحيى يحيى إلى «التزام الحذر إزاء أي محاولات للإساءة الى العلاقات التقليدية المتميزة بين البلدين الجارين». وقال إن موقف حيدر يجب وصفه في سياقه «لإثارة خلافات مفتعلة» بين الرباطومدريد. وكان عم الناشطة المبعدة بشر حيدر قال في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي المغربي إن ابنة شقيقه «تنكرت لمغربيتها التي تحملها أباً عن جد». وأضاف أن «السلطات عاملتها باحترام خلال تقديمها إفادات قالت فيها إنها ليست مغربية، وحين ذكرتها السلطات في حضور الادعاء العام أن والدها كان يحمل الجنسية المغربية، قالت إنها لا تعلم شيئاً عن ذلك».