«حكم، صن، أشكل»، كلمات سمعت في صالة الرحلات الدولية بمطار الملك خالد الدولي في الرياض بعد أن أمضى أربعة شباب سبع ساعات من الانتظار لرحلتهم الدولية، قرروا استغلال أوقاتهم بلعبتهم المفضلة «البلوت»، هم عينة من العشرات أمثالهم. ثلاثة أيام مضت منذ أن شهدت المنطقة رياحاً قوية حمّلت بالأتربة، حجبت الرؤية الأفقية، وتسببت في تعليق الرحلات الجوية حتى مرور تلك الموجة، وبعد أن تبدد الغبار وبدأ الجو بالصفاء، عادت شركات الطيران بعملها الرسمي فوراً، إلا أن الخطوط السعودية بقيت واقفة حتى يومها الثالث حائرة بعدد المسافرين. ولم يكن من الخطوط السعودية إلا أن تنشر بياناً تعرب فيه عن أسفها، والذي اعتبره البعض بالاعتذار المستهلك، في حين التقت «الحياة» بمعاذ الموسى وهو مسافر على متن الخطوط الجوية السعودية، والذي وصف الأوضاع في مطار الملك خالد بالمخزي، ويقول: «أجلت رحلتنا إلى مطار دبي خمس مرات، ولقد التزمت مسبقاً بدفع تكاليف سكني في دولة الإمارات، لكن فيما يبدو أني سأعود بخفي حنين بعد مواعيد الخطوط المغلوطة»، في حين اشتكى سعد الرصاص من وجود عائلته عالقة في مطار دبي تنتظر طائرتها منذ قرابة العشر ساعات ولا بصيص أمل لعودتهم. وأعربت الخطوط السعودية لعموم ركابها بالأسف الشديد على ما سببته العاصفة الرملية التي هبّت على شمال ووسط وشرق المملكة مما أجبر «السعودية» على وقف التشغيل بشكل كامل من قبل مغرب الأربعاء وإلى صباح الخميس إذ تسببت العاصفة الرملية في تغيير مسارات عدد من الطائرات وهبوطها في مطارات بديلة. وأوضحت «الخطوط السعودية» في بيان لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن ساعات العمل القانونية لطاقم الطائرات من طيارين وملاحين محددة بسقف أعلى يومي لا يمكن تجاوزه، وبعد تحسن مدى الرؤية في المطارات ومرور العاصفة، كانت ساعات العمل القانونية للكثير من أفراد الطاقم انتهت، إذ إنهم قضوا الليل في انتظار تحسن الأحوال الجوية لإكمال رحلاتهم، كما أن الطائرات كانت بعيدة عن محطات مغادرتها المجدولة، مما استدعى استنفاراً لجميع إدارت العمليات الأرضية والجوية للعمل على جدولة المتوافر من الطائرات بالملاحين المصرح لهم بالطيران، وكان التوقف كاملاً وإعادته للوضع الطبيعي يتطلب جهوداً مضاعفة وتخطيطاً استثنائياً لمحاولة الحد من ضرر وقع ليس للخطوط السعودية فيه يد بل كانت خسائرها منه توقفٌ كامل لعملياتها. وأبدت الخطوط السعودية أسفها لما ترتب على هذه الظروف الخارجة عن سيطرتها وعن سيطرة أية جهة أخرى، تؤكد للركاب أن غرف العمليات تعمل على مدار الساعة لجدولة الرحلات وتشغيل رحلات إضافية بجميع الطائرات المتوافرة والتي يوجد لها طاقم ملاحة جاهز لتشغيلها. وأكدت على أن جميع التذاكر للركاب الذين ألغيت رحلاتهم أو تأخرت ويرغبون في إلغاء السفر أو تأجيله فإن ذلك سيكون بدون أي رسوم يتحملها الراكب كما يمكن لهم طلب إعادة القيمة المدفوعة أو إعادة استخدامها في حجز رحلات مستقبلية.