اعتاد محبو الفن السابع في مصر على مشاهدة أبرز لاعبي كرة القدم المصريين عبر أفلام سينمائية عدة تمحورت فكرتها حول المنافسة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، أو حول قصة إنسانية اجتماعية. فمنتجو السينما فطنوا إلى أن إشراك لاعبي كرة القدم في الفيلم السينمائي يعني تسجيل أرباح دعائية ومادية لا بأس بها في بلد الكرة بالنسبة لأهله كالماء والهواء، وهكذا احتل هؤلاء اللاعبون مكاناً في تاريخ السينما المصرية، ومنهم: مهاجم ورئيس النادي الأهلي الأسبق الراحل صالح سليم، وحارسا مرمى النادي الأهلي السابقان عادل هيكل وإكرامي، ورأس حربة نادي الأهلي والزمالك جمال عبدالحميد، وأخيراً عمرو زكي وعصام الحضري. لكن مباراة مصر والجزائر التاريخية، التي سبقها بالون من الإثارة والملاسنات والاتهامات بين مشجعي الفريقين أوحت إلى بعض شباب البلدين إلى أسلوب جديد لتشجيع منتخب بلادهم ومؤازرته عبر الاستعانة بأفلام الحركة والإثارة، التي كان أبطالها الافتراضيون هم لاعبو منتخبي البلدين والجهاز الفني، فضلاً عن التلاعب بملصقات الأفلام عبر برامج «الجرافيك»، في محاولة لتوصيل رسالة سخرية واستهانة بإمكانات المنافس. فعلى الجانب المصري، استعان المصريون بالفيلم الألماني - النمساوي الإنتاج «Downfall»(السقوط)، الذي يسرد واقعة سقوط العاصمة برلين في يد القوات السوفياتية في الحرب العالمية الثانية عام 1945، إذ تم تعريب أحد المشاهد بعبارات تعكس ردود أفعال هتلر (رابح سعدان) ومعاونيه (الفريق الجزائري والجهاز الإداري) قبل اللقاء «الفاصل»، إذ يظهر مقطع الفيديو قلق رابح سعدان وتوبيخه لمساعديه وللاعبين قائلاً: «فرحانين بس بالفوز على زامبيا والتعادل مع رواندا، أدي ذقني ايه لو إحنا صعدنا. كنا خطفنا أبو تريكة وربطناه لما كان هنا، بس محدش بيسمع كلامي». مشاهدو هذا المقطع تبادلوا الملاسنات اللاذعة، سواء على موقع اليوتيوب أو منتديات أو الفيس بوك. وعلى رغم طرافة الفكرة، إلا أنها مستنسخة، كون مقطع الفيديو ذاته استعين به من قبل للسخرية من ترشح حاكمة ولاية ألاسكا سارة بالين لمنصب نائب الرئيس الأميركي، ومن خسارة نادي تشلسي في إحدى مباريات الدوري الإنكليزي، ومن وفاة ملك البوب مايكل جاكسون، وغيره من مواقف افتراضية يتعرض لها هتلر. كما انضم إلى الحرب النفسية السينمائية أشهر الملصقات الإعلانية لأفلام عالمية وعربية لم يتصدرها أبطال الفيلم الحقيقيون، بل لاعبو المنتخب المصري، إذ ظهر الملصق الإعلاني لفيلم الأكشن والجريمة الشهير «Die Hard» ولم يتصدره الممثل الأميركي المخضرم بروث ويلز، بل مهاجم منتخب مصر ونادي روسيا دورتموند الألماني محمد زيدان مع اشارة للجهة المنتجة للفيلم، وهي الاتحاد المصري لكرة القدم. وكذلك الحال مع فيلم «Terminator 3» (المدمر)، الذي احتل ملصقه الإعلاني عمرو زكي، بعد استبعاد المشجعين المصريين لصورة ممثل أفلام الحركة الأميركي أرنولد شوارزنجر. كما دخل السباق الملصق الإعلاني للفيلم المصري، الذي تدور قصته حول القتل والانتقام وإسقاطاتهما المعاصرة «كتيبة الإعدام»، إذ ضم كلاً من هاني سعيد وعمرو زكي ومحمد أبو تريكة ومحمد زيدان والحضري، بدلاً من نور الشريف ومعالي زايد وممدوح عبدالعليم. أما أنصار الفريق الجزائري، فوجدوا في لاعب خط وسط منتخبهم والمحترف في نادي فولفسبورغ الألماني كريم زياني، روح وقتالية شخصية قائد الجيوش الرومانية ماكسيموي في فيلم «Gladiator» (المصارع)، التي جسدها الممثل النيوزيلندي راسل كرون، إذ كان بطل الجزائر الجديد زياني ملصق الفيلم الترويجي. كما دبلج الجزائريون مقطع من فيلم «Brave Heart» (القلب الشجاع)، الذي يصور ملحمة الأسكتلندي وليام والاس، الذي قاد المقاومة ضد الإنكليز، وجسده الفنان الأميركي ميل جيبسون، إذ يظهر والاس (رابح سعدان) وهو يحفز جيوشه (اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني) قبل الحرب (المباراة) للفوز على الخصم قائلاً: «هنربح إن شاء الله، ما خوف علينا، إحنا ولاد الخضرا، هنروح براً وبحراً وجواً». وعن إشكال استبدال صور الفنانين بصور اللاعبين وتبعاتها القانونية، قالت الناقدة السينمائية أمل الجمل ل«الحياة»: «على مدار تاريخ السينما المصرية وحتى العالمية لم نسمع أن مثل تلك الممارسات أدت إلى أي دعاوى قضائية، أو أثارت مشكلات مع صناع الفيلم، خصوصاً أن بعض الأفلام المصرية نفسها تستنسخ أفيشاتها من أفلام عالمية، ومع ذلك لا تتم ملاحقاتها قضائياً»، فيما يرى الناقد الرياضي محمود معروف أن الفكرة في حد ذاتها مقبولة، لأنها تسبب رواجاً وشهرة للفيلم، فمن لم يشاهد الفيلم أو يعلم به من قبل سيكون متشوقاً لمشاهدته بعد هذه التغييرات، لكن أن يصل الأمر إلى حد الإهانة فهذا غير مقبول».