حمل رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر مسؤولية أحداث الخرطوم التي أعقبت مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم 2010 للاتحاد الدولي (الفيفا). وقال زاهر في تصريحات فضائية إن الفيفا يتحمل المسؤولية، كونه لم يأخذ احتياطات إضافية حين سافر 40 ألفاً من جماهير المنتخبين إلى السودان لحضور اللقاء. وأوضح: "كان يمكن إقامة اللقاء من دون جمهور، فوجود 40 ألف متفرج بالسودان أنذر بمشكلة، خصوصاً أن المفروض حضور 7 آلاف فقط من كل بلد". وتحدث زاهر عن الملف المصري إلى الفيفا: "يحمل الملف تحقيقات النيابة المصرية التي تكشف كذب الجزائريين وتؤكد "تلفيق" حادثة تعرض حافلتهم للرشق في القاهرة، فضلاً عن العديد من الأوراق الرسمية التي دعمتنا بها السودان". وشدد زاهر على أن عضو المكتب التنفيذي بالفيفا المصري هاني أبوريدة سيدعم الملف المصري بقوة. وكشف زاهر عن عقد الاتحاد المصري مؤتمراً عالمياً لتوضيح حقيقة الموقف المصري بعد محاولات الإعلام الجزائري إظهار مصر في موقف الظالم على رغم أن ما حدث هو العكس، «وستثبت الأيام الجرائم الكبرى التي تورط فيها الإعلام الجزائري بنشر أكاذيب عن وجود قتلى في مصر بعد لقاء القاهرة وهو ما كان السبب في إشعال فتيل أزمة أساءت للجزائر». من جهته، قال نائب رئيس الاتحاد المصري عضو المكتب التنفيذي بالفيفا هاني أبو ريدة أنه يتوقع صدور قرار لجنة الانضباط بالفيفا بخصوص المشكلات التي أحاطت بمباراتي مصر والجزائر في 14 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في القاهرةوأم درمان قبل نهاية شهر شباط (فبراير). وأوضح أبو ريدة في تصريحات لوكالة الأنباء المصرية "الشرق الأوسط" أن اللجنة المكلفة بالنظر في هذه القضية ستبدأ اجتماعاتها قبل نهاية الشهر الجاري وربما بعد أسبوع وستضم عدداً من القضاة المحايدين لدراسة شكوى الجزائر ضد مصر حول زعمها بتعرض حافلة بعثتها بالقاهرة للرشق ما أدى إلى إصابة عدد من لاعبيها وكذلك شكوى مصر حول الجو الإرهابي الذي أشاعه الجمهور الجزائري داخل الملعب ثم اعتدائه على الجمهور المصري عقب انتهاء المباراة وهو في طريقه إلى المطار للعودة إلى القاهرة. وأكد أبو ريدة أنه ليس هناك أي احتمال لإعادة المباراة أو إلغائها لأن حكم المباراة والمراقب ذكرا في تقريرهما أن المباراة أقيمت في ظروف عادية ولم تكن هناك أحداث غير عادية وأن المباراة انتهت على خير وسلام ولم يتناولا الأحداث التي وقعت خارج الملعب. ونفى أبو ريدة أن يكون رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة عضواً في اللجنة التي ستبحث شكوى كل من مصر والجزائر ضد الأخرى وقال إن اللجنة محايدة تماماً وتضم قضاة على أعلى قدر من الحياد والنزاهة والأمانة. وتوقع أن تصدر اللجنة عقوبات على الجانبين المصري والجزائري لكنها ستكون مختلفة. وقال انه نجح في تأجيل نظر شكوى الجزائر ضد مصر بالنسبة للمباراة، إذ كانت الجزائر هي السباقة إلى الشكوى وأن يتم نظر شكوى كلا البلدين في وقت واحد ومن خلال لجنة واحدة. وذكر أبوريدة أن الاتحاد المصري لكرة القدم يعكف حالياً على استكمال الملف الذي تقدم به إلى الفيفا ضد الجزائر باستكمال الوثائق والصور والمعلومات التي تدين الجزائر وتثبت ما حدث من تجاوزات داخل ملعب أم درمان وإرهاب اللاعبين المصريين وما حدث من الجماهير الجزائرية ضد المنتخب المصري وكذلك الاعتداءات التي تعرضت لها الجماهير المصرية عقب المباراة في الخرطوم بالسلاح الأبيض من جانب الجالية الجزائرية، وكذلك تحطيم الحافلات التي كانت تنقل هذه الجماهير إلى مطار الخرطوم. ودعا أبو ريدة إلى عدم الإفراط في التفاؤل والتوقعات وقال إن العقوبات لن تخرج عن غرامات مالية أو الحرمان من إقامة عدد من المباريات أو لعب عدد من المباريات من دون جمهور بالنسبة للمنتخب الذي ستوقع على عقوبات. على صعيد متصل، صرح عضو الاتحاد المصري أيمن يونس أن الاتحاد بصدد تجديد التعاقد مع المدير الفني للمنتخب الأول حسن شحاتة وجهازه المعاون حتى عام 2012. وقال يونس: "شحاتة وجهازه المعاون هم الأجدر بقيادة المنتخب خلال الفترة المقبلة بعد التأقلم الشديد بينهم وبين اللاعبين ولإنجازاتهم العديدة". وأضاف: "قطعنا شوطاً كبيراً بشان تجديد التعاقد ولا يوجد ما يمنع ذلك في ظل تقارب وجهات النظر بين الاتحاد والجهاز الفني". وانتهى عقد الجهاز الفني بعد الخروج من تصفيات مونديال 2010، إذ كانت هذه التصفيات هي آخر مهمة في عقد الجهاز الفني الذي تولى القيادة الفنية للمنتخب منذ عام 2005 خلفاً للإيطالي ماركو تارديللي. وفي السياق ذاته، يسعى المنتخب الإنكليزي لمواجهة نظيره المصري ودياً استعداداً لمباراة الجزائر في كأس العالم 2010. وقال المدير الفني لمنتخب إنكلترا فابيو كابيللو إنه يرغب في مواجهة مصر في 3 آذار (مارس) المقبل استعداداً للجزائر. وأوضح المدرب الإيطالي: "أعرف جيداً منتخبي أميركا وسلوفينيا، ولكنني لا أمتلك معلومات كثيرة عن الجزائر". وأوقعت قرعة كأس العالم إنكلترا في المجموعة الثالثة مع أميركا وسلوفينيا والجزائر. وأشار كابيللو إلى أن مواجهة منتخب مصر ستكون إعداداً مفيداً للمنتخب الإنكليزي. وأضاف: "أعتقد أن مصر خيار مناسب لمعرفة طريقة لعب منتخبات شمال افريقيا".