مرت جلسة مجلس الوزراء اللبناني أمس، برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، بسلام ولم يترك اعتراض وزير «حزب الله» حسين الحاج حسن على خطاب سلام أمام القمة العربية في شرم الشيخ أي تداعيات على استمرار الحكومة، بإجماع أعضائها على القيام بمهماتها. فقد بقيت المداولات التي دارت في الجلسة واتسمت ببعض الحدة، خصوصاً بين الوزير في تيار «المستقبل» أشرف ريفي وبين وزيري «حزب الله» الحاج حسن ومحمد فنيش تحت السيطرة، فيما انبرى وزيرا «اللقاء الديموقراطي» برئاسة وليد جنبلاط، أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، للدفاع عن المواقف «الصائبة» لرئيس الحكومة في القمة. كما دعم أبو فاعور مواقف سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، في رده على من اتهموا وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بأنه وراء تعطيل انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان. (للمزيد) ومع أن الوزير الحاج حسن أصرّ على طرح اعتراضه على خطاب سلام في شرم الشيخ، فإن ما قاله لم يكن له مفاعيل على تمسك الوزراء، ومن بينهم وزيرا «حزب الله»، ببقاء الحكومة، كما أنه لم يلق ترحيباً من حلفائه في الحكومة الذين تجنبوا توجيه أي لوم لرئيس الحكومة على خلفية ما ورد في خطابه، لا سيما بالنسبة الى اعتباره أن تدخل السعودية في اليمن جاء تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتميزت الجلسة بعمل المعاون السياسي لرئيس البرلمان وزير المال علي حسن خليل، من خلال المداخلة التي أدلى بها، على تدوير الزوايا من دون أن ينخرط في اعتراض «حزب الله» على رئيس الحكومة، مشدداً على ضرورة الحوار اليمني- اليمني برعاية دولة سلطنة عُمان من أجل الوصول الى حل سلمي. وفيما اعتبر الحاج حسن أن رد سلام عليه كان إيجابياً ومتفهماً، فإن الأخير لقي دعماً من ثلثي أعضاء الحكومة، كما أن وزراء «8 آذار» من غير المنتمين الى «حزب الله» لم يبدوا أي شكل من أشكال التناغم مع حليفهم. وكشفت مصادر وزارية ل «الحياة» عن أن سلام بقي صامداً على موقفه، ونقلت عنه قوله: «حرصت شخصياً على تأكيد حرص لبنان على التضامن العربي وضرورة تعزيزه وهذا من ضمن مصلحتنا الوطنية التي تقتضي أن نتكاتف مع إخوتنا العرب، إضافة الى تأكيد علاقتنا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي»، مع تقديرها أن «حزب الله» أراد تسجيل موقف وليس افتعال مشكلة. ونقلت المصادر نفسها عن سلام تأكيده أن ليس هناك من سابقة أن يعرض رئيس الحكومة على مجلس الوزراء ما سيقوله، «ولا أقبل أن يشكك أحد بوطنيتي وتوجيهاتي وحكمتي ومراعاتي الواقع اللبناني الدقيق بالحد الأقصى. وأتمنى بعد أن استمعنا بعضنا الى بعض، ألا يؤثر السجال على سلامة بلدنا وحرصنا على الوحدة والعمل من أجله».