حذر كبير مفاوضي السعودية في شأن التغير المناخي محمد الصبان أمس (الجمعة) من أن فضيحة الرسائل الإلكترونية (الإيميل) التي فجرت ما يعرف بفضيحة «المناخ غيت» سيكون لها «تأثير هائل» في قمة المناخ التي ستعقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن بعد بضعة أسابيع. وقال الصبان: «يبدو من تفاصيل الفضيحة أن لا علاقة البتة بين النشاطات البشرية والتغير المناخي». وكانت الأممالمتحدة أعلنت أمس أنها ستجري تحقيقاً في فحوى الرسائل البريدية الإلكترونية التي تم تسريبها من وحدة بارزة لعلوم المناخ في إحدى الجامعات البريطانية المرموقة. وتشير الرسائل التي تم تسريبها إلى أن العلماء يبحثون في ما بينهم السبل الكفيلة بحماية بعض المعلومات المناخية من إمكان إخضاعها للتدقيق، وقمع بعض الأعمال العلمية حتى لا يكون لها تأثير في قرارات القمة المرتقبة. ويتمسك الذين يؤمنون بعدم تأثير النشاط البشري في التغيرات التي يشهدها المناخ في أرجاء العالم بأن الرسائل المذكورة تثبت أن العلماء يتآمرون لإخفاء حقائق علمية عن ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعتقد بأنها مسؤولة عن حدوث تحولات مناخية. وقال رئيس اللجنة التابعة للأمم المتحدة للتنسيق بين الحكومات في شأن التغير المناخي راجندرا باتشوري أمس ان الأممالمتحدة ستحقق في ما ورد في الرسائل التي تم تسريبها من وحدة علوم المناخ التابعة لجامعة إيست أنجيليا البريطانية. وأضاف: «من المؤكد أننا سندرس بالتفصيل ما ورد في تلك الرسائل، ثم نعلن موقفنا في ضوء ذلك». واضطر رئيس الوحدة فيل جونز إلى التنحي من منصبه الأسبوع الماضي إثر تفاقم الفضيحة. وعلى رغم أن الولاياتالمتحدة تمسكت بأنه مهما كان شأن ما ورد في الرسائل البريطانية التي نشرت، فإن الأدلة كثيرة على أن ظاهرة الاحتباس الحراري تسببت في حدوث تحولات مناخية. بيد أن كبير مفاوضي السعودية محمد الصبان قال إن الرسائل البريطانية ستحدث تأثيراً «هائلاً» في قمة كوبنهاغن المناخية التي ستبحث في وضع معاهدة جديدة لخفض الانبعاثات العالمية من المقرر العمل بأحكامها اعتباراً من أيار (مايو) المقبل. وأبلغ الصبان هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس بأن التفاصيل التي أسفرت عنها «فضيحة الإيميلات» تثبت بأنه لا توجد أية علاقة البتة بين النشاطات البشرية والتغير المناخي. وقال وزير التغير المناخي البريطاني إيد ميليباند ان التسريبات المذكورة قد يكون لها تأثير في محادثات كوبنهاغن، لكنه قال إنها لا تبرر مزاعم المنتقدين التي تذهب إلى أن تلك الرسائل تؤكد أن العلماء بالغوا في تضخيم تأثير النشاط البشري في حدوث التحولات المناخية.