علمت «الحياة» أن فصائل من «الحشد الشعبي»، شاركت في الهجوم على تكريت للمرة الأولى منذ انضمام طائرات «التحالف الدولي» إلى المعركة، وذلك بعد يومين على دعوة المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني إلى إنهاء المقاطعة، كما دعا رجل الدين كاظم الحائري المقيم في إيران، «فصائل المقاومة» إلى مواصلة القتال. وكانت فصائل «الحشد الشعبي» أعلنت وقف قتالها إلى جانب قوات الجيش العراقي في معركة طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من تكريت، احتجاجاً على مشاركة طيران «التحالف الدولي» في المعركة الأربعاء 25 آذار (مارس). وربطت هذه الفصائل عودتها بوقف طيران التحالف غاراته. والتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، زعيم منظمة «بدر» هادي العامري، وقيس الخزعلي زعيم «عصائب أهل الحق». وأكد مصدر أمني في صلاح الدين في اتصال مع «الحياة»، أن مقاتلين من «الحشد الشعبي» شاركوا ليل الأحد - الاثنين، في معارك تكريت للمرة الأولى منذ تعليق مشاركتهم احتجاجاً على مشاركة طيران التحالف الدولي فيها أيضاً. وأضاف المصدر أن عناصر «الحشد الشعبي» انتشروا في مناطق التماس بين الجيش وتنظيم «داعش» في «الفتحة» و «العوجة الجديدة» و «سبايكر» و «الديوم»، متوقعاً «تزايد مشاركته خلال اليومين المقبلين». وكان مصدر مطلع أبلغ «الحياة» أول من أمس، أن فصائل في «الحشد الشعبي» التي تتبع مرجعية آية الله علي السيستاني، إضافة إلى فصائل «المجلس الأعلى» و «التيار الصدري»، وضعت مقاتليها تحت تصرّف الحكومة ووزارة الدفاع. وفي هذا الإطار، أعلن «المجلس الأعلى» بزعامة عمار الحكيم الذي يؤيد السيستاني، أن فصائله «تشكّل القوة الثانية في الحشد الشعبي»، لافتاً إلى أن عدم إفصاحه عن ذلك يعود «إلى التزامه فتوى المرجعية الدينية العليا في النجف المتمثلة بالسيد علي السيستاني». وأضاف بيان صدر عن «المجلس الأعلى الإسلامي» أمس: «إننا نلتزم بما تقوله المرجعية الدينية بعدم رفع سرايا الحشد الشعبي أي علم سوى العلم العراقي». ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً أمس، جاء فيه أن المعارك خلال الأسبوع الماضي، كشفت حاجة الجيش إلى قوات برية ك «الحشد الشعبي» التي جمّدت مشاركتها في المعركة. وأوضحت أن تقدم الجيش وحده بطيء. وأعلن مسؤولون في «الحشد الشعبي» قرب مشاركتهم مجدداً في معركة تكريت، وقال الناطق باسم «الحشد» كريم النوري أمس، إن «هناك نقاشات في شأن اتخاذ آليات جديدة للمعركة، وهناك تفاهم وتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة». بدوره، دعا المرجع الديني كاظم الحائري المقيم في إيران، «الحشد الشعبي» الى مواصلة القتال، وقال في بيان إن «على فصائل المقاومة إكمال إنجازاتها بمعونة الجيش العراقي الباسل حتى يتم النصر النهائي على أيديهم»، وشدّد على ضرورة «عدم الاعتناء بمواقف أذناب أميركا ودعاتها، ومواصلة القتال». وزاد: «نلفت أنظار المسؤولين إلى حساسية الموقف من أميركا وقواتها، وننصحهم بترك أي استعانة بها في ما يخص القتال الدائر على أرض الوطن، وترك محاولة إقصاء أبنائنا ومقاتلينا في قوات الحشد الشعبي». والتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي ليلة أول من أمس، مع كل من زعيم منظمة «بدر» هادي العامري وزعيم حركة «عصائب اهل الحق» قيس الخزعلي، بعد أيام على خلافات نشبت بين «الحشد الشعبي» والحكومة على خلفية طلب الأخيرة مشاركة «التحالف الدولي» في معركة تكريت. ولا تتحفظ الولاياتالمتحدة على مشاركة «الحشد الشعبي» في المعارك ضد «داعش»، لكنها ترغب في أن تكون بإمرة الحكومة، وهو ما عبّر عنه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أشاد بقيادة العبادي معركة تكريت، ورحّب بمشاركة المتطوعين العراقيين ضد «داعش»، في إشارة إلى «الحشد الشعبي». ميدانياً، أفاد مصدر أمني في صلاح الدين، بأن القوات الأمنية تصدّت لهجوم شنّه «داعش» قرب قضاء الدجيل جنوب تكريت في محور «علاس» و «البو عجيل»، وأوضح أن الهجوم جرى على منطقة «النباعي» جنوب غربي القضاء، وأن المهاجمين استخدموا مختلف أنواع الأسلحة من الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. وأضاف أن اشتباكات عنيفة تجري في مناطق «الديوم» شمال غربي تكريت، حيث اقتحم فوج من القوات الخاصة حي الطين، وأيضاً في «العوجة» جنوبها، وأشار إلى أن تقدّم القوات الأمنية حذر بسبب قنّاصي «داعش» و «انتحارييه»، إضافة إلى تفخيخ أعداد كبيرة من المنازل. وأعلنت قوة المهمات المشتركة في بيان أوردته «رويترز» أمس، أن قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، نفذت سبع ضربات جوية في العراق ضد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضافت أن الضربات الجوية نفذت قرب الموصل وسنجار وتلعفر وتكريت، واستهدفت وحدتين للمتشددين وموقعاً قتالياً وعدداً من المباني وأهدافاً أخرى. إلى ذلك، شدّد رئيس البرلمان سليم الجبوري، على أهمية تكثيف الجهود والتنسيق بين قوات «التحالف الدولي» والقوات العراقية لمواجهة «داعش» في العراق. وأضاف الجبوري في بيان صدر عن مكتبه إثر لقائه السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز، أن «من واجب المجتمع الدولي دعم العراق في حربه ضد الإرهاب، وتوفير المستلزمات الواجبة لذلك».