تسلّم الجيش قيادة معركة تكريت بعد، انسحاب بعض فصائل «الحشد الشعبي» بينها «عصائب أهل الحق» و»كتائب حزب الله» و»سرايا السلام»، وحاول رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي زار تكريت والتقى قادة الجيش، التقليل من أهمية انسحاب هذه القوات. وأعلنت الحكومة في بيان أمس أن العبادي «زار تكريت للإطلاع على سير المعارك، وأكد وجود تلاحم كبير بين قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ومعنويات (الجميع) عالية». وعن انسحاب بعض فصائل «الحشد الشعبي» من المعركة قال العبادي ان «الحشد جزء من القوات الامنية، وهناك الآن هيئة شكلها الحشد ترتبط بمجلس الوزراء وبالقائد العام للقوات المسلحة، واذا كان البعض غير راض عن بعض الامور فهذا لا يفسد للود قضية. هناك مواقف متباينة من التحالف الدولي ضد داعش». واعلن الناطق باسم حركة «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي أن مقاتليه علقوا عملياتهم العسكرية «احتجاجاً على تدخل الطيران الدولي الأميركي في تكريت»، واضاف أن «الطلعات تعرقل سير القطعات العسكرية». كما انسحبت «سرايا السلام» التابعة الى التيار الصدري، وأعلنت في بيان انها فوجئت «بالحكومة وموقفها وبطلب مشاركة القوات الأميركية الغازية في المعارك ضد الدواعش». واضاف أن «مشاركة ما يسمّى التحالف الدولي تأتي لحماية الدواعش من جهة، ومصادرة الانتصارات التي حققتها أبناء العراق من جهة أخرى»، وزاد أنه «على أساس ذلك فإن السرايا تعلن انسحابها من أي عملية تحرير لمدن العراق العزيز بوجود تدخل أميركي وقح». وكان فصيل «كتائب حزب الله» ربط ايضا مشاركته في معركة تكريت بمشاركة «التحالف الدولي» فيها. ولم تعرف مواقف باقي الفصائل بينها منظمة «بدر»، وهي أابرز الفصائل المقاتلة، فيما اعلنت حركة «النجباء» استمرارها في القتال، على رغم انتقادها مشاركة «التحالف الدولي». وكان قائد القوات الأميركية الجنرال لويد اوستن قال خلال جلسة استماع في الكونغرس إن «الولاياتالمتحدة وضعت شروطاً لمشاركتها في معركة استعادة تكريت من داعش، وهو أنسحاب الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران»، واكد أن «هذه الجماعات لم تعد جزءاً من الحملة». واوضح أن «قوات التطهير في تكريت مؤلفة بالكامل الآن من جنود عراقيين وشرطة اتحادية وليس من الجماعات الشيعية»، لكنه أقر بأن «القوات الشيعية ما زالت في المنطقة، وربما عبر النهر على مشارف المدينة». ولفت الى ان «عملية تكريت توقفت لأن القوات العراقية على الأرض لم تكن تحت سيطرة الحكومة بالشكل الملائم ولأن العراق لم تكن لديه خطة متماسكة للتحركات على الأرض». ميدانياً، قال ضابط كبير في «قيادة عمليات صلاح الدين» ل «الحياة» إن «معركة تكريت استؤنفت مساء الخميس- الجمعة عبر محورين: الأول من منطقة العوجة وتقوده قوات الشرطة الاتحادية وحققت تقدماً، والمحور الثاني انطلق من قاعدة سبايكر، بقيادة قوات مكافحة الارهاب ووحدات من الجيش التي تواجه مقاومة عنيفة وحرب شوارع، وقد فجر داعش أربع عربات عسكرية». وفي الانبار، قال مصدر أمني في قيادة العمليات إن عناصر من تنظيم «داعش» هاجموا أمس منطقة البو غانم، شرق الرمادي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين تلك العناصر من جهة وقوة أمنية ومقاتلين من عشيرتي البو مرعي والبو غانم من جهة أخرى. وأضاف أن القوات «صدت الهجوم وكبدت القوة المهاجمة خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات وأجبرتها على الانسحاب».