الطبخة نوعاً ما صعبة، أعانكم الله عليها، واسمها التجاري «ساندويتش جبن»، واسمها عند الأمهات العودة إلى المدرسة، وعند الزوجات «زوجك على ما تعوديه»، أما عند الإخوة العزاب أصحاب نعمة الهدوء و«الروقان» فاسمها «ساندويتش الحرية». مقاديرها: «صامولي»، جبن قابل للدهن، وملعقة، أما طريقتها فيجب التقيد بدقة بالتعليمات وترتيبها على النحو الآتي: فتح «الصمولة» من أولها لآخرها، فتح كأس الجبن، وضع الملعقة في كأس الجبن لأخذ الجبن، فرد الجبن بكل رقة داخل «الصمولة» وأخيراً نغلق «الصمولة» بإحكام، وتكررالعملية لعمل العدد المطلوب، وبالهناء والعافية. المقدمة أعلاه من عندي، والمقادير والتعليمات منقولة من نوادر يطلقها الأزواج على الزوجات، وعلى رغم أننا لسنا في فرنسا أو النمسا حيث يؤكل الجبن بعد اختياره من قائمة طويلة جداً، وله استخدامات «أكلية» مختلفة، وعلى رغم أن معظم بلدان الأجبان «الصدقية» لا تصادف فيها الجبن السائل المعبأ في كاسات تُستخدم لاحقاً لشرب الشاي، على رغم كل ذلك تظل الطبخة أعلاه محور إسقاط اجتماعي كبير في حياتنا اليومية. ما «هيض» الموضوع أعلاه قراءتي إعلاناً عن كتاب اسمه «لا أريد المزيد من الجبن أريد فقط الخروج من المصيدة» وقبل أن تأخذوا نَفَساً من طول اسم الكتاب يأتيك عنوان تحته يقول «تخلّص من روتين وظيفتك وابحث عن وظيفة تجعلك سعيداً»، ثم يستطرد الإعلان «هل تشعر بأنك حبيس عملك؟ هل تعاني من روتين الوظيفة، هل تشعر بالملل التام من العمل؟ أنت بحاجة إلى شيء مختلف، لكنك لا تعرف تماماً ماذا تفعل بعد ذلك. ولولا أننا في موسم إجازة وعيد لطلبت منك أن تستبدل كلمة منزلك أو زوجتك مكان كلمة عملك في النص الدعائي أعلاه، لكني أريد أن يمر عليك الموسم بسلام، لكن كاتب الملخص عن الكتاب لا يريد لك ذلك، فهو «يحارشك» لتنفيذ هذا الاستبدال عندما يقول «أنت خائف بعض الشيء وتشعر بقدر من الإحباط ليس بالقليل، وتحلم بالهرب... حان الوقت لتجد شيئاً ما يجعلك سعيداً وها نحن نقدم لك هذا الشيء لكي تحرر نفسك من مصيدة العمل وتكون أكثر سعادة»، ولولا ورود كلمة «مصيدة العمل» لاعتقدت أن هذا النص إعلان لإحدى خاطبات «المسيار» تروّج فيه لأنشطتها «المدمرة». وبمحاولة اقتفاء مؤلف الكتاب أعلاه «المسيو» ريتشارد تمبلر، يمكن لكل طالب أصابه الملل من «فسحته» وكل زوج من كسل زوجته، وكل عازب من وحدته أن يصرخ «لا أريد المزيد من الجبن... أريد زبدة الفول السوداني». [email protected]