قتل جندي تونسي، مساء أمس (الأحد)، بانفجار لغم زرعه متشددون في منطقة جبلية في غرب تونس على الحدود مع الجزائر، حسب ما اعلن الناطق باسم وزارة الدفاع لوكالة «فرانس برس». وقال بلحسن الوسلاتي إن «عسكرياً قُتل وجُرح اثنان آخران بانفجار لغم لدى مرور مركبتهم في الجبال الغربية، على الحدود مع الجزائر»، ولكن لم يوضح مكان الحادث لان عملية ما تزال «جارية». واضاف ان «اللغم زرعته عناصر ارهابية». وكان الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، أكد أمس (الأحد)، وجود منفذ ثالث للاعتداء على متحف باردو، الأربعاء الماضي، تجري ملاحقته، مؤكداً انه «لن يذهب بعيدا»، وذلك بعد ان أقرّ بوجود خلل امني في محيط المتحف. وغداة نشر السلطات شريط فيديو يظهر المنفذين الرئيسيين للاعتداء داخل المتحف، اثناء الهجوم، اشار السبسي الى منفذ ثالث متورط مباشرة في الاعتداء الذي قتل فيه 20 سائحاً اجنبياً وعنصر امن تونسي. وقال الرئيس التونسي، في مقابلة مع وسائل اعلام فرنسية، أمس (الاحد): «من المؤكد ان هناك ثالثاً (..) قتل اثنان لكن هناك آخر»، لا يزال فاراً. واضاف «في اي حال لن يذهب بعيداً». وبثت وزارة الداخلية مساء أول من أمس (السبت)، شريط فيديو مستقى من كاميرا مراقبة، اظهر المسلحين وهما يتنقلان في المتحف، وقت الاعتداء، حاملين بندقيتي كلاشينكوف. وكان احدهما يعتمر قلنسوة حمراء والثاني قبعة. وتظهر الصور ايضاً جثتيهما. ويتوقف الفيديو عند بداية درج اعترض عليه المسلحان رجلاً ثم تركاه يمضي بعد حديث سريع. واكد وزير الدولة للشؤون الامنية رفيق الشلي لموقع مجلة «باري ماتش» الفرنسية ان الشخص الثالث الذي ظهر في الفيديو كان «واحداً من سائقي دراجتين ناريتين أقلّتا المهاجمين، ثم اراد الهرب بعدما لاحظ رد الشرطة السريع». واضاف ان «السائقين واشخاصاً آخرين وفّروا دعماً لوجستياً للخلية تم اعتقالهم وعددهم 15 شخصاً». وكانت وزارة الداخلية افادت «فرانس برس»، أول من أمس (السبت)، انه تم اعتقال اكثر من عشرة اشخاص. ونشرت الوزارة بياناً دعت فيه المواطنين الى الابلاغ عن «العنصر الارهابي الخطير ماهر بن المولدي القايدي». واوضح الشلي ل«باري ماتش»، ان القايدي هو من تولى تنسيق الهجوم، من دون ان يطلق النار في شكل مباشر على السياح. ولم تشر السلطات حتى الآن إلا الى منفذين اثنين للاعتداء، قُتلا بيد قوات الامن، هما جابر الخشناوي (طالب ثانوي اصيل القصرين -وسط غرب)، وياسين العبيدي من احد الاحياء الشعبية بالعاصمة. وشدد الرئيس التونسي، أمس (الأحد) على ان «التحقيق سيذهب بعيداً جداً»، وذلك بعدما وضع اكليل زهور امام المتحف تكريماً للضحايا. الى ذلك، قال مصدر في الرئاسة ل«فرانس برس»، إن مسيرة يتقدمها قائد السبسي ستنظم، يوم الأحد المقبل، تكريماً للضحايا و«ضد الارهاب». وتحدث سائح فرنسي، السبت، عن سهولة كبيرة في دخول المتحف. وقال الرئيس التونسي «اضمن لكم انه ستتم محاسبة كل من يتحمل مسؤولية الخلل» الامني. وكان مسلحون ينتمون الى تنظيم «الدولة الاسلامية» المتطرف، هددوا في الاسابيع الاخيرة تونس. وتقول السلطات ان نحو 500 تونسي قاتلوا في سورية والعراق وليبيا عادوا الى البلاد. وتدرب منفذا اعتداء متحف باردو على السلاح في ليبيا، بحسب السلطات التي قالت انهما كانا معروفين لدى اجهزة الامن. والاعتداء على متحف باردو هو الاول الذي يطاول اجانب في تونس منذ 2002. وهو الاول ايضاً الذي يتبناه تنظيم «الدولة الاسلامية»، المنتشر في ليبيا المجاورة والعراق وسورية، وبين عناصره مئات التونسيين. من جهته، اكد محافظ متحف باردو، منصف بن موسى، ان المتحف لم يصب الا باضرار طفيفة في اعتداء الاربعاء الدامي، مؤكداً انه سيعيد فتح ابوابه يوم غد (الثلثاء). وقال «إنه تحد، ولكنه ايضاً رسالة (...) ان ما حدث اثّر فينا جميعاً، لكننا نريد ان نقول انهم (منفذو الاعتداء) لم يحققوا هدفهم».