فوجئ الدكتور مصطفى الفقي خلال استضافته أخيراً في برنامج «بلا حدود» الذي تبثه قناة «الجزيرة» بخروج الحلقة عن مسارها، إلى شؤون خاصة بمذيع البرنامج أحمد منصور. الذي تعمد مرات عدة أن يتحدث عن صفاته الشخصية بكونه إعلامياً ناجحاً، وأن المؤسسات الإعلامية الرسمية تعاديه وتحرّض ضده وضد قناة «الجزيرة»، من أجل الحط من شأنهم وتهييج العوام ضدهم، لا لشيء إلا لأنه – أي أحمد منصور - مصري ناجح في الخارج.وفي الحلقة التي لم تكن تناقش هذا الموضوع من أساسه، وإنما جاءت بعنوان «مستقبل العالم العربي وأنظمة الحكم»، تعمّد أحمد منصور أن يقلل من شأن الإعلام المصري، واصفاً الكوادر الإعلامية المصرية ب«الفاشلة»، ومتهماً إياها بأنها تقود حملة ضد قناة «الجزيرة» وأحمد منصور. وهو ما دفع ضيف البرنامج إلى أن يقاطعه قائلاً: «ليس هذا هو الموضوع»، وهذا ما دفع المذيع مرة أخرى إلى طلب الفاصل ليعود بعده ليتحدث في الأمر نفسه، مدللاً على فشل النظام والإعلام المصري بما سماه «التحريض على قتلي»، متهماً الإعلام المصري مسبقاً بأنه سيقوم بتبرير حادثة اغتياله بأنها «عمل شخص مهووس». وحين تأكد الفقي من أن البرنامج انحرف عن مساره باغت المذيع بقوله: «أنت الآن تدير حلقتك من داخل مصر». كاشفاً أن الأمن المصري يقوم فعليا بحماية المذيع، فلم يكن من الآخر سوى أن رد عليه: «الله هو من يحميني وليس الأمن المصري».وكانت بداية تحويل البرنامج عن مساره انطلقت عندما تحدث الفقي وانتقد اتحاد السلطة بالمال في مصر، ليتطرق أحمد منصور بعد ذلك إلى فشل الإعلام المصري وعدم إتاحة الحكومة المجال للحريات الإعلامية، وهو ما اعترض عليه الفقي ورد عليه بقوة: «...ولكنك قمت ببث برنامجك عند معبر رفح ومنحت الحرية كاملة ولم تقم بتصوير الجانب الإيجابي من الموضوع». وهو ما جعل المذيع يرتبك ويهجم مباشرة على قضية استهداف الإعلام المصري لقطر و«الجزيرة» وأحمد منصور شخصياً بالاغتيال، وهو ما نفاه الفقي قائلاً: «إذا كان هناك واحد يكتب ضدك فهناك 10 آخرون يقفون معك، والكتاب المصريون الموجودن في مصر يومياً يتعرضون لانتقادات شبيهة بانتقاداتك». وبدا من المذيع أنه أراد أن يجذب ضيف البرنامج لتحويل الموضوع، وأن يجره إلى الخوض في استنكار شديد لما نسبه منصور إلى الإعلام المصري، لكن الضيف رفض تماماً، وحرص على إعادة الموضوع إلى مساره للحديث عن مستقبل العالم العربي، لكن البرنامج لم يعد إلى موضوعه إلا في الدقيقة الأخيرة، إذ أتيحت للضيف فرصة للحديث عن تطلعاته للحفاظ على مستقبل العالم العربي، وطالب بعدم العودة للوراء، وتوسيع مساحة الديموقراطية والمشاركة السياسية واحترام الأقليات والاهتمام بالبيئة، واختتم: «كثيرون يكنّون لك كل المحبة، وأنت مصري في بلدك، ولا يوجد ما يقلق على الإطلاق».يذكر أن المذيع أحمد منصور اشتهر عبر قناة «الجزيرة» بانتقاد النظام المصري وبالقسوة على المسؤولين والمفكرين المصريين في الحوار، وبخاصة المتصلين المصريين أيضاً، إذ عرف عنه مقاطعتهم بصورة استفزازية متكررة، وتطور الأمر ليتحول إلى ما يشبه «فوبيا من الاعتداء» في كل مرة يزور فيها المذيع مصر، عقب توجيه مواطن مصري لكمة مباشرة في وجهه أثناء إعداده للقاء مع رئيس حزب الوفد الجديد آنذاك، وأفقده توازنه وسقط على الأرض، فقام الشخص ورفيق له بركله في وجهه ورأسه. وهو ما دفعه إلى تقديم بلاغ ضد الاعتداء من خلال البرنامج نتيجة لما وصفه ب«ضيق الوقت»، ذاكراً الواقعة كاملة. وكان الانطباع لدى الرأي العام المصري والجهات الرسمية الاستنكار الشديد للحادثة. غير أن حيثيات الحدث أسفرت في ما بعد عن تشكيك في صدقية تفاصيل الاعتداء المذكور، واتهمت المذيع بالاعتماد على الدعاية والتهويل لخلق صورة للبطولة من نفسه للاستفادة منها لمصلحته الشخصية قدر الإمكان.