تفقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا مركل أمس موقع تحطم طائرة «إرباص أيه 320» التابعة لشركة «جرمان وينغز» الألمانية والتي قتِل فيها 150 شخصاً من 15 بلداً على متنها، فيما باشر مكتب التحقيق والتحليل الفرنسي فحص محتوى أحد الصندوقين الأسودين للطائرة، والذي يسجل أصوات المقصورة، بعد العثور عليه «في حال تلف كبير لكنه قابل للاستخدام» في موقع الحادث. وأشار خبراء وطيارون في باريس إلى تصرف غريب وغير مفهوم لطاقم طائرة «إرباص أيه 320» بسبب سقوطها بسرعة معتدلة، واتباعها خط سير أفقياً قادها مباشرة نحو جبال الألب حيث تحطمت. وسعياً إلى تبديد التكهنات حول قدم الطائرة الموضوعة في الخدمة منذ نحو 24 سنة، أعلن رئيس مجموعة «لوفتهانزا»، المالكة لشركة «جرمان وينغز»، أن الطائرة المنكوبة تتمتع بمواصفات تقنية ممتازة وأن قائدها ومساعده ملاحان من ذوي الخبرة الكبيرة، ما يجعله لا يملك تفسيراً للحادث. وانضم رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي إلى هولاند ومركل في قرية سين ليز الألب، حيث التقوا أطباء ورجال إطفاء وعسكريين يشاركون في عملية البحث عن الجثث. ثم توجهوا إلى كنيسة صغيرة لتكريم الضحايا ال150، وبينهم 72 ألمانياً و51 إسبانياً على الأقل، إضافة إلى مغربيين، وآخرين من بريطانيا والدانمارك وكولومبيا واليابان. كما التقى القادة الثلاثة عدداً من ذوي الضحايا الذين اتخذت السلطات الفرنسية إجراءات لاستقبالهم، وتأمين ما يحتاجونه من مساعدة طبية ونفسية. وكرر وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن سلطات بلاده لا تستبعد أي احتمال في تحديد سبب الكارثة، لكنه استدرك أن الإرهاب ليس الاحتمال الأرجح استناداً إلى تناثر الحطام على مساحة صغيرة من موقع الحادث. وأوضح مدعي عام مدينة مرسيليا، بريس روبان، أن «كشف ما يحتويه الصندوق الذي عثر عليه والثاني المفقود لإحداثيات الرحلة قد يتطلب أياماً. ومن الضروري استكمال التحقيق بالتعاون مع الجهات المختصة الألمانية والإسبانية للحصول على معلومات حول الطائرة المنكوبة وصيانتها، وآلية صعود الركاب إليها، والمعدات التي يحتمل أنها كانت على متنها». وتبدو عمليات البحث معقدة بسبب تشتت الحطام على مسافة أربعة هكتارات، في منطقة وعرة يصعب الوصول إليها جنوب جبال الألب على ارتفاع 1500 متر. وعرضت الولاياتالمتحدة وروسيا تقديم مساعدة فرنسا.