أعلن رئيس شركة "لوفتهانزا" الألمانية للطيران كارستن سبور اليوم (الأربعاء) أن طائرة شركة "جيرمان وينغز" التي تحطمت أمس في فرنسا "لم يكن عليها أي مأخذ فني"، معتبراً أن الحادث "لا يمكن تفسيره". وقال سبور إن الحادث "لا يمكن تفسيره بالنسبة إلينا جميعاً"، مؤكداً "الطائرة لم يكن عليها أي مأخذ فني، والطياران محنكان". وكان محققون فرنسيون بحثوا اليوم عن السبب وراء ارتطام الطائرة الألمانية من طراز "آرباص" بجبال الألب ما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 150 بينهم 16 تلميذاً كانوا عائدين من رحلة مدرسية إلى إسبانيا. وحلقت طائرات مروحية فوق الموقع الذي تحطمت فيه الطائرة بعد أن سقطت في منطقة وديان نائية في طريقها إلى مدينة دوسلدورف الألمانية قادمة من برشلونة الإسبانية. ووصل محققو الشرطة إلى المنطقة الجبلية سيراً على الأقدام. ولم يتلق برج المراقبة أي نداء استغاثة قبل تحطم الطائرة أمس، لكن السلطات الفرنسية قالت إن أحد الصندوقين الأسودين للرحلة وهو التسجيل الصوتي لقمرة القيادة انتشل من الموقع على ارتفاع ألفي متر فوق مستوى سطح البحر. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إلى راديو "آر تي إل" إن "الصندوق الأسود تضرر، سيتعين علينا إصلاحه خلال الساعات القليلة المقبلة حتى نعرف أسباب هذه المأساة"، مضيفاً أنه ما زال بالإمكان الاستفادة منه. وذكر أن حقيقة أن الحطام لم يتناثر سوى في منطقة محدودة معناه على الأرجح أن الطائرة لم تنفجر في الهواء ما يشير إلى أن سيناريو الهجوم الإرهابي ليس الأكثر ترجيحاً. ومن المتوقع أن يعقد محققو الطيران المدني الفرنسي مؤتمراً صحافياً مساء اليوم. وفي واشنطن قال البيت الأبيض إنه لا يبدو أن الطائرة تحطمت بسبب هجوم إرهابي. وقالت "لوفتهانزا" إنها تعمل على افتراض أن ما حدث كان حادثاً وإن أي نظرية أخرى هي مجرد تكهنات. من جهة أخرى، ألغت شركة "جيرمان وينغز" بعض رحلاتها اليوم بعد رفض بعض أفراد الطاقم الطيران. وقالت ناطقة باسم الشركة، إن "هناك بعض أفراد الطاقم الذين لا يرغبون في الطيران في الوضع الراهن، وهو أمر نتفهمه". وقال الرئيس التنفيذي ل "لوفتهانزا" كارستن شبور عبر حسابه على "تويتر"، "مشاهدة موقع التحطم كان أمراً مروعاً. سنسمح للأقارب بالوصول إلى الموقع في أسرع وقت ممكن". وسيزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المنطقة التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر شمال نيس اليوم مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي. وتعتقد شركة "جيرمان وينغز" أن 67 ألمانياً كانوا على متن الرحلة. وقالت إسبانيا إن 45 راكباً أسماؤهم إسبانية. بالإضافة إلى راكب بلجيكي كان على متن الطائرة. وذكرت أستراليا أن اثنين من مواطنيها لقيا حتفهما، بينما أوضحت بريطانيا أن ثلاثة بريطانيين على الأقل قتلوا. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند للصحافيين "نعتقد في الوقت الراهن أن ثلاثة بريطانيين قتلوا في هذه المأساة، لكننا لا نستطيع أن نستبعد احتمال أن يكون هناك المزيد من البريطانيين". وأوضح "مستوى المعلومات عن قائمة الرحلة لا يتيح لنا استبعاد هذا الاحتمال".