استقرت أسعار النفط فوق 55 دولاراً للبرميل أمس ليس بعيداً من مستوياته المنخفضة هذا الأسبوع مع ظهور مزيدٍ من الدلائل على تخمة المعروض التي أدت إلى امتلاء صهاريج التخزين في أنحاء العالم. وأظهر تقرير ل «معهد البترول الأميركي» أول من أمس إرتفاع المخزون 4.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 20 آذار (مارس) ليرتفع بذلك إجمالي مخزون النفط الأميركي إلى مستويات قياسية تزيد على 450 مليون برميل. كما ارتفع مخزون النفط الصيني إلى مستويات تاريخية حيث امتلأت صهاريج التخزين التجارية والإستراتيجية للبلاد تقريباً. وارتفع سعر مزيج «برنت» 30 سنتاً إلى 55.41 دولار للبرميل. واستقر سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 47.51 دولار للبرميل. إلى ذلك، توقع قطب النفط الأميركي، تي بون بيكنز «أن أسعار النفط قد تصل إلى 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام المقبل ليعدل بذلك توقعاته السابقة التي أشار فيها إلى أن الخام قد يبلغ تلك المستويات العام الحالي. وقال رئيس «بي بي كابيتال» أمام جمهور من مئة شخص تقريباً في «كومنولث كلوب أوف كاليفورنيا» في سان فرانسيسكو «أعتقد أنه يمكن أن نصل إلى 100 دولار للبرميل في نهاية 2016». وذكر بيكنز أنه لا يمكن استبعاد فكرة «الذروة النفطية» وهي النقطة التي يبدأ فيها الإنتاج في النزول في شكل لا عودة عنه، لمجرد ارتفاع الإنتاج الأميركي. ورأى أن مناطق أخرى تشهد تراجعاً في الإنتاج. من ناحية أخرى، أعلنت شركة «بتروسيلتيك إنترناشيونال» الإرلندية المنتجة للنفط والغاز إنها اتفقت مع شريكتها «هيس كورب» على الانسحاب من ترخيص «دينارته» في إقليم كردستان العراق بسبب انخفاض أسعار النفط ونتائج مخيبة للآمال لعمليات التنقيب. ونزلت أسهم الشركة في بورصة لندن 5.5 في المئة. وأوردت «ويستهاوس» للأوراق المالية في مذكرة «ربما لا تكون هذه الخطوة مفاجأة كبيرة للسوق على رغم أن حجم مخصصات انخفاض القيمة قد يكون أعلى مما قدره البعض». إلى ذلك، توقعت شركة «سينوبك» لخدمات حقول النفط أن توقع عقوداً خارجية بقيمة 2.4 بليون دولار العام الحالي ما يقل بنسبة 21 في المئة عما كان عليه الوضع قبل سنة وسط اتجاه إلى خفض الإنفاق الرأس مالي في القطاع بعد الهبوط الحاد لأسعار الخام. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة، جياو فانغ تشينغ، في معرض تعقيبه على نتائج أعمال الشركة: «إنها ستستمر في تنفيذ استراتيجيتها للتوسع الخارجي على رغم الهبوط المتوقع للطلب في الخارج». وأضاف أن «سينوبك ستركز على تقديم الخدمات المتكاملة لحقول النفط من الحفر إلى فيزياء الأرض والأعمال الهندسية والإنشاءات لمشاريع في بلدان مثل المكسيك والكويت ونيجيريا وقازاخستان العام الحالي». وأعلن دبلوماسي أوروبي في تركمانستان أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إحياء مشروع لخط أنابيب غاز من تركمانستان إلى أوروبا وتشارك فيه شركات طاقة أوروبية. وحفزت أزمة القرم الاتحاد الأوروبي لزيادة مساعيه في الحصول على الغاز من مصادر أخرى غير روسيا التي تورد نحو ثلث حاجات أوروبا منه. وأفاد الدبلوماسي، دنيس دانييليديس، لوكالة «رويترز» أن رئيس شؤون الطاقة في المفوضية الأوروبية، ماروس سيفكوفيتش، سيزور تركمانستان في الشهور المقبلة لاستئناف المحادثات في شأن مشروع خط أنابيب الغاز العابر لبحر قزوين. وتعثر المشروع الذي يهدف إلى نقل الغاز من تركمانستان إلى أوروبا عبر بحر قزوين وأذربيجان وتركيا لسنوات عديدة بسبب عقبات سياسية وبيئية ومالية. وقال دانييليديس «في مسار المحادثات مع شركائنا التركمان وصلنا إلى مرحلة كانت تتضمن كيفية مشاركة الشركات الأوروبية التي تريد شراء الغاز التركماني وتوريده إلى الأسواق الأوروبية». ولم يدل دانييليديس بمزيد من التفاصيل لكن مسؤولين تركمانيين أفادوا في وقت سابق هذا الشهر بأن مفاوضات فعالة تجري لإمداد أوروبا بما بين عشرة بلايين و30 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً.