واصل المسلحون التابعون لجماعة الحوثيين أمس تقدّمهم نحو جنوب اليمن تدعمهم قوات من الجيش موالية لهم، وباتوا يطوّقون المدينةالجنوبية، التي حوّلها الرئيس عبدربه منصور هادي الى عاصمة موقتة لليمن، من ثلاث جهات، كما تمكنوا من السيطرة على مبنى محافظة الضالع، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم ذاته. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» «إن المسلحين الحوثيين المدعومين بالعربات المدرّعة والدبابات سيطروا أمس على منطقة سناح حيث مبنى المحافظة بعد تجاوز بلدة قعطبة، وطوّقوا مدينة الضالع من الجبال المحيطة بها بمساعدة قوات اللواء 33 الذي كان يتمركز في المحافظة قبل دخول الحوثيين. وأضافت المصادر أن مقاومة شديدة من مسلحي «اللجان الشعبية» والقوات المساندة لهم تعترض طريق الحوثيين الذين يحاولون الوصول إلى مدينة الحبيلين في ردفان في طريقهم إلى منطقة العند في لحج، كما أكدت «أن قوات من الجيش واللجان الشعبية انتشرت في محيط الحبيلين وعلى طول الطريق إلى الضالع، استعداداً لصد الهجوم الحوثي». ونقلت وكالة «رويترز» من عدن مساءً، أن القوات الموالية لهادي صدَّت هجوم الحوثيين في الضالع لتحرمهم من أول الأراضي التي سيطروا عليها في الجنوب. وقال مسؤولون عسكريون وسكان إن وحدات عسكرية ورجال قبائل ومسلحي فصائل قصفوا المقاتلين الحوثيين بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، وأجبروهم على الانسحاب من بلدة كرش باتجاه الشمال. وكان الحوثيون تمكنوا من السيطرة على البلدة الواقعة في محافظة لحج والتي تبعد نحو مئة كلم شمال عدن. كما تمكنوا من السيطرة على ميناء المخا القريب من باب المندب في طريقهم إلى حصار مدينة عدن من جهة الغرب، والمخا هو الميناء الثاني الذي يسيطر عليه الحوثيون بعد ميناء الحديدة. وفي تعز سقط 8 قتلى وعشرات الجرحى برصاص قوات الأمن ومسلحي الجماعة أثناء تفريقهم آلاف المتظاهرين الرافضين وجود الحوثيين في المحافظة. (للمزيد) وأعلن محافظ تعز شوقي هائل استقالته احتجاجاً على إرسال تعزيزات أمنية إلى مدينة التربة من دون علمه، وأكد مكتبه أنه «لن يقبل مطلقاً إراقة دماء من أي طرف في المحافظة وهو على رأس هرم قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية في المحافظة، طالما أن قيادة بعض فروع الوحدات الأمنية لا تلتزم أوامره». وعلى جبهة تعز التي تبعد عن عدن نحو 160 كلم إلى الشمال، أفادت مصادر عسكرية ومحلية بأن قوات الحوثيين تجاوزت منطقة الشريجة، التي كانت تفصل شمال اليمن وجنوبه قبل وحدة الشطرين عام 1990، وبلغت مدينة كرش (مئة كلم شمال عدن) بعد مواجهات استمرت ساعات مع أنصار هادي. ويرجِّح مراقبون أن تواجه قوات الجيش الموالية لهادي ومعها «اللجان الشعبية»، صعوبة بالغة في الدفاع عن عدن، والصمود أمام الزحف الحوثي المدعوم من قوات من الجيش تتقدم من ثلاث جهات. وفي تطور للاحتجاجات الحاشدة ضد الحوثيين في تعز، تظاهر الآلاف لليوم الثالث أمام معسكر قوات الأمن الخاصة احتجاجاً على قبول تعزيزات حوثية من صنعاء، كما شهدت مدينة التربة التابعة لتعز تظاهرات مماثلة. وأكد شهود وناشطون أن قوات الأمن والمسلحين الحوثيين أطلقوا النار وقنابل غاز على المحتجين. وقُتِل خمسة في تعز وثلاثة في مدينة التربة، كما سقط أكثر من 60 جريحاً. وتابعت المصادر أن المحتجين اقتحموا مقر إدارة الأمن في التربة واستولوا على موقع للحوثيين، وحالوا دون تقدمهم على الطريق المؤدية إلى مناطق الصبيحة في محافظة لحج، في ظل مفاوضات مع قادتهم للتراجع بعدما وصلوا إلى منطقة «هيجة العبد». إلى ذلك أحكم مسلحو الجماعة أمس ومعهم قوات من الجيش سيطرتهم على مدينة المخا غداة دخولهم إليها ليلاً، وهي آخر ميناء على البحر الأحمر تستولي عليه الجماعة، ويبعد أقل من مئة كلم عن باب المندب. ويعتقد مراقبون بأن الجماعة تحاول من خلال سيطرتها على مدينة المخا التابعة إدارياً لمحافظة تعز، التقدُّم عبر الطريق الساحلي لتطوِّق عدن من جهة الغرب، حيث تبعد عنها نحو 250 كلم. وجاءت هذه التطورات بعد إبلاغ مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر مجلس الأمن، أن المفاوضات بين القوى السياسية اليمنية ستنتقل إلى الدوحة وسيوقّع الاتفاق النهائي في الرياض. لكن وكالة «رويترز» نقلت عن محمد البخيتي الناطق باسم الحوثيين ان الجماعة لا ترى مبرراً لنقل المفاوضات إلى قطر، لكنها لا ترفض الفكرة في شكل قاطع.