شهد أداء السوق المالية السعودية تبايناً واضحاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ما بين الصعود والهبوط، أما الصعود فكان مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي مع استعداد المتعاملين لاستقبال إعلان الشركات المساهمة نتائجها المالية عن الربع الثالث من العام الحالي، وتحسن الطلب على الأسهم مع ارتفاع التوقعات بتحقيق الشركات المدرجة نتائج جيدة. ودعم الصعود توقعات بتراجع تأثير الأزمة المالية العالمية في الشركات، خصوصاً أن بعض الشركات سجلت نمواً ايجابياً في أرباحها عن الربع الثاني مثل شركة «سابك» التي ارتفعت أرباحها في الربع الثاني الى 1.8 بليون ريال، من 974 مليون ريال خسائر الربع الأول، فيما تضاعفت أرباح «سابك» للربع الثالث بنسبة 100 في المئة الى 3.64 بليون ريال. واتجه المتعاملون إلى الشراء في أسهم الشركات القيادية، وأسهم الشركات ذات الأرباح التشغيلية، للاستفادة من الأرباح الموزعة فكانت أسهم البتروكيماويات، والمصارف، والاتصالات، والأسمنت وجهتهم، فيما ارتفعت المضاربات على أسهم الشركات الصغيرة، لتتخطى مكاسب قطاع «التأمين» منذ مطلع السنة نسبة 105 في المئة. وكانت الزيادة في مؤشر السوق نحو 36 في المئة نهاية تعاملات 21 تشرين أول (أكتوبر) الماضي، وتزامن التحسن في مؤشر السوق، وأسعار الأسهم مع زيادة في السيولة المتاحة للتداول التي ارتفعت الى 8.3 بليون ريال في 19 تشرين الاول (أكتوبر) يوم إعلان «سابك» لنتائج الربع الثالث، وكان مستوى السيولة الأعلى منذ الثاني من حزيران (يونيو) الماضي عندما بلغت السيولة المتداولة 10 بلايين ريال. ومنذ ذلك التاريخ والسيولة في تراجع مستمر حتى بلغت في تعاملات الثلثاء 24 تشرين الثاني (نوفمبر) أدنى مستوياتها في الشهرين الأخيرين عندما هبطت الى 2.2 بليون ريال، تراجعت معها الكمية المتداولة في الجلسة نفسها الى 81 مليون سهم. وتأثر الطلب على الأسهم في الجلسات الأخيرة بغياب المحفزات التي تجذب المتعاملين للاستثمار في الأسهم، ودخول عطلة عيد الأضحى المبارك، وتراجع المضاربات على أسهم «التأمين»، إذ عانى مؤشر القطاع من تراجع أسعار الأسهم، لترتفع خسارة مؤشر «التأمين» إلى 5 في المئة في آخر 15 جلسة، وتتقلص مكاسبه منذ مطلع السنة الى 96 في المئة. وتأثرت الأسهم المدرجة بتناقص السيولة، وتراجع الطلب على الأسهم بعد إعلان نتائج الربع الثالث، ليفقد المؤشر 160 نقطة، نسبتها 2.45 في المئة، بعد تراجعه الى مستوى 6355.82 نقطة يوم الأربعاء الماضي، من 6516 نقطة نهاية تعاملات 21 أكتوبر الماضي، بتأثير من هبوط أسعار أسهم 93 شركة، منها 8 أسهم تراجعت بنسبة أكبر من 10 في المئة، كان أكبرها خسارة سهم «الاتحاد التجاري» الذي فقد 10.80 ريال، نسبتها 27.7 في المئة، ليهبط سعره الى 28.20 ريال، تلاه سهم «الكابلات» بخسارة نسبتها 12.54 في المئة، الى 27.2 ريال، وتراجع سهم «سابك» 2.1 في المئة، الى 81.75 ريال. بينما خالفت بعض الأسهم الاتجاه الهابط وسجلت 38 شركة ارتفاعاً في أسعار أسهمها، منها 7 شركات ارتفعت بنسبة أكبر من 10 في المئة، وكان سهم «أنعام القابضة» أكبرها صعوداً بنسبة 38.2 في المئة، الى 77.75 ريالاً.