لم يكن مدافع الشباب ماجد المرحوم لاعباً عادياً، وهو يتصدى برأسه ل «قذيفة» المغربي هشام بوشروان في الدقائق الأخيرة من مواجهة الشباب والاتحاد الأخيرة في دوري زين السعودي للمحترفين، وينقذ شباك فريقه من هدف التعادل بكل شجاعة وفدائية وبحركة انتحارية، معرضاً حياته للخطر من أجل الشعار الشبابي، في مشهد قلّما يتكرر في الملاعب الخضراء، ليؤكد اللاعب نجوميته الكبيرة في المواجهة المثيرة التى انتهت لمصلحة «الليوث» بهدف التائب الجميل، والذي منح الشبابيين ثلاث نقاط غالية في سباق الصدارة وحرم الاتحاديين من ثلاث نقاط مهمة في الطريق للحفاظ على لقب الموسم الماضي. وانبرى الفدائي المرحوم لقذيفة بوشروان الهائلة التى كانت أشبه برصاصة اتحادية وليست مجرد تسديدة عادية، في ظل ما يتمتع به المغربي من قدم «فولاذية» وقابلها برأسه في داخل منطقة الجزاء الشبابية، ليبعدها عن مرماه وسط دهشة زملائه قبل الاتحاديين الذين بهرهم المرحوم بطريقة التصدي للكرة، وفجعهم بسقوطه أرضاً من أثر التسديدة القوية، وهو ما جعل الحكم يطالب بسرعة دخول طبيب الفريق الشبابي لعلاج اللاعب، قبل أن يعود مجدداً لتكملة النزال، كالمحارب في أرض الميدان عن مرمى فريقه الذي عجز مهاجمو الاتحاد عن هز شباكه حتى النهاية. وشق لاعب الارتكاز ماجد المرحوم طريقه إلى عالم النجومية من فريق الكوكب في الخرج، وتألق بشكل لافت وخطف أنظار مسيري الأندية الاخرى، لينتقل إلى فريق الحزم بمبلغ زهيد في آب (أغسطس) من عام 2005، إذ كتب اللاعب شهادة ميلاده الحقيقية في الساحة الكروية مع الفريق الحزماوي، وأصبح من أبرز وأميز لاعبي الفريق ومن أكثرهم انتظاماً في التدريبات والمعسكرات ومن أبرزهم تطبيقاً للبرنامج المثالي خارج النادي في ما يخص الغذاء والنوم، ليقنعه رئيس الشباب خالد البلطان الذي يترأس هيئة أعضاء الشرف في الحزم بالانتقال إلى صفوف «شيخ الأندية السعودية» مقابل مليوني ريال ليوافق ماجد ويوقع رسمياً في كشوفات الشباب في تموز (يوليو) من عام 2008. وعانى المرحوم من داء الإصابة في عامه الأول مع الشباب، ولم يأخذ فرصته كاملة في اللعب، ولكنه حصل عليها في الموسم الحالي، إذ ثبت أقدامه في التشكيل الشبابي في خانة المحور ونجح في إحراز هدف الفوز الثاني لفريقه أمام فريقه السابق الحزم في اللقاء الذي جمعهما في الرس، ويؤكد اللاعب أنه وفق في اختيار نادي الشباب مضيفاً أنه حقق حلمه الذي كان يراوده منذ الصغر وقال: «الشباب نادٍ نموذجي بكل المقاييس، وأمنية اللعب له كانت تراودني منذ الصغر، وعندما جاءني عرض النادي فضلّته على بقية العروض الأخرى ولم أتردد في التوقيع له، نظراً إلى التعامل الراقي الذي لقيته من رئيس النادي خالد البلطان، وكوكبة النجوم التي تمثل الفريق، وطموحي لا حدود له بأن أصل إلى قائمة المنتخب السعودي في القريب العاجل».