يلقى مشروع القوات المشتركة في العراق بهدف تأمين الأمن في المناطق المتنازع عليها، خصوصاً في كركوك والموصل والذي تمت الموافقة عليه بناء على اقتراح الولاياتالمتحدة وموافقة رئيس الوزراء نوري المالكي، يلقى ردود فعل من العرب والتركمان. وكانت نظمت مسيرة احتجاجية في كركوك ضد هذه القوات المشتركة التي تتكون من الجيشين الأميركي والعراقي والبشمركة، وطالبت بقيام الميليشيات المتشكلة من التركمان بحماية المناطق التركمانية. وأما في التظاهرة التي نظمت بمبادرة من النائب نورالدين الحيالي في الموصل في 28 أيلول (سبتمبر)، فقد تم ترديد شعارات: «لا نريد مشاهدة القوات الاميركية وقوات البشمركة في الموصل وحواليها. يراد احتلال الموصل. نحن لا نريد أن نرى البشمركة في سد الموصل». وفي الكلمات التي ألقيت خلال التظاهرة، تمت الاشارة الى أن البشمركة كانت السبب الوحيد في الوضع الراهن في الموصل، وتمت المطالبة بإخراج هذه القوات الى خارج الحدود الادارية لمحافظة الموصل. ومع التوصل الى اتفاق نظري حول مشروع «القوات المشتركة»، أرسلت قوات من البشمركة الى كركوك في إطار التنسيق بين الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وبلغ عدد البشمركة الذين وصلوا الى كركوك بطرق غير شرعية وبواسطة شاحنات خاصة في الليل حوالى 10 آلاف بشمركة. وفي الموصل هناك مؤشرات الى تدهور الأمن والاستقرار في المدينة والوضع متجه نحو الاسوأ. فالبشمركة تتسبب بأضرار أكثر من المنظمات الارهابية منتهجة سياسة عنصرية، وهي تحمل علم الإدارة الإقليمية في شمال العراق بدلاً من العلم العراقي، وهو أمر مخالف للدستور العراقي. وتمارس المجموعات الكردية الضغط على الولاياتالمتحدة بغية إضفاء الشرعية على مشروع «القوات المشتركة» في شمال العراق. وينظر الى المشروع على انه بمثابة فرصة جديدة لإعادة نشر القوات الأميركية في العراق. إلا أن قائد الفرقة 12 للجيش العراقي المتمركزة في كركوك حذر من «ضرورة الأخذ في الاعتبار ردود فعل الأوساط العربية والتركمانية إزاء مقترح الولاياتالمتحدة إنشاء قوة ثلاثية، مشيراً الى ان الإصرار على تنفيذ هذا المقترح في ظل الظروف السياسية الراهنة، سيخلق اضطراباً في كركوك.