على رغم التطمينات، التي أطلقتها الجهات المختصة في محافظة جدة، بخصوص زوال مخاطر تسرب «بحيرة المسك» إلا أن «الحياة» وقفت على «نزوح» لبعض سكان الأحياء الشرقية، بنوعيه «التطوعي»، و «الإلزامي» وهنا يؤكد عبدالله خالد وهو من سكان حي «الأجواد»، على أن «الضغوطات الأسرية» هي التي أجبرته على ترك منزله «طوعاً»، والاتجاه نحو المناطق الأكثرأمناً داخل المدينة، غير آبه بالتطمنيات التي أصدرتها الجهات المختصة، وعلى الطرف الآخر أنهى عزام الخديدي وهو أحد سكان حي «الصفا» استعداداته الخاصة للسفر بعائلته إلى مسقط رأسه في مدينة الطائف في أي وقت متى ما دعت الحاجة وقال: «حزمت حقائبي وأصبحت جاهزاً للسفر». في المقابل، بدأت الجهات المختصة في تنفيذ إخلاء حي السامر (3)، وذلك بالمخاطبات المباشرة مع السكان، أو من خلال بث تحذيرات «إخلاء» عبر القنوات التلفزيونية الرسمية، ما دعا دلال بوقس التي أخلت منزلها منذ الظهيرة إلى التسمر أمام التلفاز لمتابعة تطورات الموقف، وقالت ل «الحياة» : «قررت إخلاء المنزل بعدما وصلت لي رسائل من صديقاتي بضرورة إخلاء أحياء شرق جدة تحسباً لانهيار سد بحيرة الصرف الصحي المجاورة لها». وأضافت: «أخذت احتياجاتي الأساسية وذهبت إلى بيت العائلة أنا وأفراد أسرتي البالغ عددنا ستة أشخاص»، مشيرة إلى أن اختيارها لمنزل عائلتها بسبب ارتفاعه عن سطح الأرض، وقالت: «اشعر بالأمان في منزل عائلتي، خصوصاً وأنه في منطقة بعيدة نوعاً ما ومرتفع يتكون من أربعة طوابق». بوقس ليست الوحيدة من سكان تلك الإحياء التي تركت منزلها بعد تلقيها لرسائل جوال تحذيرية، فسجى السالم قررت عدم الرجوع لمنزلها الواقع في حي الصفا، وفضلت الذهاب لمنزل أسرة زوجها في حي البساتين، وقالت: «عندما وصلني رسالة الجوال التحذيرية كنت أتسوق خارج المنزل، وقررت في حينها العودة لمنزل أسرة زوجي البعيد تماماً عن منطقة الخطر». وأضافت: «إن الأحداث التي مرت بها جدة خلال الأيام الماضية زرعت في قلبها الخوف والرعب من المصير المجهول في حال عدم هطول أمطار أو انهيار في سد بحيرة المسك». ولم تقتصر حالات النزوح لسكان شرق جدة على بوقس والسالم، إذ قرر صالح غلاب ترك منزله الواقع في حي الصفا والذهاب مع عائلته إلى أحد الفنادق على كورنيش جدة، وقال: «أصيبت زوجتي بحالة من الفوبيا والهلع والبكاء المتوصل، بعدما تلقت رسالة تحذيرية على الجوال لإخلاء أحياء شرق جدة». مشيرة إلى أن محاولاته لإقناع زوجته بالبعد عن منطقة الخطر في الوقت الراهن لم تفد ما أجبره على ترك المنزل تحسباً لتدهور حال زوجته النفسية.