كشفت مصادر فلسطينية ودولية مطلعة لوكالة «سما» الفلسطينية للأنباء مساء أمس، عن أن الساحة الفلسطينية ستشهد حراكاً أوروبياً وأميركياً خلال الأيام والأسابيع المقبلة باتجاه حركة «حماس» يقوده المستشار الجديد للرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط روبرت مالي الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع أطراف عديدة في الساحة الفلسطينية، بما فيها حركة «حماس». وأوضحت المصادر أنه على رغم حملة التشكيك الكبرى التي شنها اللوبي اليهودي في واشنطن ضد مالي، وهو يهودي أميركي، إلا أن الإدارة الأميركية تثق في قدراته التفاوضية والبحثية الاستراتيجية، وتبني آمالاً عريضة على صلته بالحركات الإسلامية في المنطقة ورؤيته لدورها. وأكدت المصادر ذاتها ل «سما» أن وفوداً دولية زارت غزة خلال الأسابيع الماضية قبل الانتخابات الإسرائيلية، حاملة معها رسالة واضحة عن استعداد المجتمع الدولي وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق في شأن مستقبل غزة وحصارها، وأن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني ليقرر مستقبل العلاقة والأوضاع في القطاع. وشكّكت المصادر في نفي «حماس وجود تواصل مع بعض الدول العربية»، مؤكدة أن اتصالات عديدة جرت أخيراً مع بعض الدول المعتدلة، من دون أن تكشف اسم تلك الدول. الزهار والحصار في غضون ذلك، قال القيادي البارز في «حماس» محمود الزهار، إن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة سيكسر، وإن حركته تمتلك ألف وسيلة لرفعه. وأكد الزهار خلال كلمة ألقاها على انقاض مسجد الشافعي وسط مدينة غزة مساء أول من أمس، أن حركته لن تقبل بأن تواصل إسرائيل حصارها قطاع غزة، ووجه حديثه للاحتلال قائلاً: «لقد عرفتمونا جيداً في معركة العصف المأكول، وحماس ضربت نظرية أمنكم في مقتل، وعليكم أن تتعظوا وترفعوا الحصار عن غزة». وأشار إلى أن «المقاومة في قطاع غزة لن تتخلف عن الضفة المحتلة»، مؤكداً أنها «ستصل إليها رغم أنف الاحتلال الإسرائيلي ومعاونيه». وطمأن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى أن حركته لن تنساهم وستحررهم كما في صفقة «وفاء الأحرار». ولفت إلى أن العلاقة بين «حماس» وبعض الدول العربية عادت لتتحسن، مبيناً أن «حماس» ستعمل جهدها لأجل ذلك. وختم قائلاً: «بندقيتنا لا يمكن أن توجه لأي جندي مهما كان، لأن استراتيجية حماس موجهة صوب الاحتلال الإسرائيلي فقط»، مؤكداً أن حركته لن تغير استراتيجيتها ومقاومتها. وفد المصالحة في غضون ذلك، قال نائب الأمين العام ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» قيس عبد الكريم (أبو ليلي)، إن الاتصالات الرسمية مع حركة «حماس» لترتيب زيارة وفد منظمة التحرير لقطاع غزة لتطبيق المصالحة الفلسطينية، لم تتم حتى الآن. وصرح «أبو ليلى» أمس، بأن ممثلي فصائل منظمة التحرير سيجتمعون ظهر اليوم في رام الله لإقرار الخطوات الإجرائية الضرورية لتنفيذ القرار الذي اتخذته اللجنة التنفيذية بإرسال وفد لغزة لاستكمال المصالحة. وأشار إلى أن من المفترض أن يتكون وفد المنظمة من ممثلي جميع فصائل المنظمة، ومتفق أن يكون عزام الأحمد (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح) رئيساً للوفد، لكن بعض ممثلي الفصائل سيتم اختيارهم خلال الأيام المقبلة، وعلى الأرجح سيتم اختيار بعضهم من غزة بسبب الإجراءات الإسرائيلية. واعتبر أن قرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل عموما يؤشر إلى الانتقال من المرحلة السابقة التي كانت تدور بها السلطة الفلسطينية في دوامة الالتزامات في اتفاق أوسلو، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تتنكر لالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق، والانتقال الآن إلى وضع جديد يعاد فيه صوغ العلاقات بين السلطة والمنظمة مع إسرائيل على أسس تحفظ المصلحة الوطنية الفلسطينية، بما فيها الجانب الأمني. ولفت إلى انه بجانب اللقاءات التي عقدتها اللجنة السياسية لمنظمة التحرير مع قادة الأجهزة الأمنية للسلطة لوضع الآليات لوقف التنسيق الأمني، ستعقد لقاءات مع مسؤولي الملف الاقتصادي في الحكومة من أجل بحث الخطوات التي يمكن أن تتخذ لإعادة النظر في العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل. وكانت اللجنة السياسية عقدت أول من أمس لقاءات مع قادة أجهزة الأمن الفلسطينية لوضع آليات لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل تنفيذاً لقرار اللجنة التنفيذية التابعة للمنظمة، علماً أن اللجنة ستنهي أعمالها في غضون أسبوعين، وأن قراراتها ستوضع موضع التطبيق فوراً.