يشهد ملف المصالحة الفلسطينية حراكاً شديداً مبعثه الأفكار والاقتراحات التي يتم تداولها حاليا للخروج من االطريق المسدود. وعلمت «الحياة» ان بين الافكار المتداولة اقتراح بإيداع «وديعتين»، واحدة من حركة «حماس» والاخرى من حركة «فتح»، لدى الجامعة العربية تتمضنان تعهدات كل طرف تجاه الآخر، خصوصا الأخذ بملاحظات «حماس» على الورقة المصرية للمصالحة. كما علمت «الحياة» ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اقترح على قادة «حماس» في غزة «مبادرة» جديدة للمصالحة تتضمن 3 نقاط تشمل توقيع تفاهمات بين الفصائل قبل توقيع الورقة المصرية، وتشكيل حكومة تكنوقراط تشرف على الانتخابات وتنفيذ الاتفاق. ومن المقرر ان تتوجه لجنة المصالحة التي شكلها الرئيس محمود عباس، الى دمشق في الايام المقبلة ل «اطلاق الحوار» على أساس «ورقة موسى». على خط مواز، ما تزال الحكومة الأمنية المصغرة في اسرائيل تناقش خطة مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام توني بلير في شأن تخفيف حصار غزة تشمل وضع «قائمة سوداء» تقلص عدد البضائع المحظورة، ودوراً للسلطة الفلسطينية في المعابر الحدودية. وبحسب مصدر حكومي اسرائيلي، سيتم التصويت على قرار بتخفيف الحصار خلال اجتماع اليوم. وكان السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن أكد للاذاعة الاسرائيلية، عقب لقائه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ليل الثلثاء - الاربعاء، توصل الجانبين الى «تفاهمات جديدة في شأن طريقة التعامل مع التهديد الذي تمثله التنظيمات في قطاع غزة، من دون رفع الحصار البحري عن القطاع». وعلى صعيد ملف المصالحة، كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في غزة جانباً من الافكار التي طرحها رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية على موسى، مشيرة الى ان من بينها اقتراح بإيداع «وديعتين»، واحدة من «حماس» واخرى من حركة «فتح»، لدى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، مشيرة الى ان الاحتمال الاكبر هو ايداعهما لدى الجامعة العربية لأن لديها القدرة على الضغط لتنفيذهما. وتتضمن الوديعتان تعهدات كل طرف تجاه الآخر بتنفيذ ما عليه من التزامات، خصوصا الأخذ بملاحظات «حماس» على الورقة المصرية للمصالحة. في الوقت نفسه، كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في دمشق ان موسى اقترح على قادة «حماس» خلال زيارته لغزة ثلاث نقاط: أولا حصول تفاهمات بين الفصائل الفلسطينية و«حماس» و«فتح» وتوقيعه بحيث لا تكون مصر معنية بذلك، وثانيا توقيع الورقة المصرية من دون تعديل من الفصائل، وثالثاً تشكيل حكومة تكنوقراط تقوم بثلاثة امور تتعلق بإجراء الانتخابات والمهمات الامنية في القطاع والضفة الغربية وتنفيذ اتفاق المصالحة. ولم يتناول اقتراح موسى الجانب السياسي في المصالحة على اساس ان «المرجعية السياسية ليست الحكومة، بل برنامج منظمة التحرير». واشارت المصادر الى ان عباس ومصر «قبلا هذه الاقتراحات مع انها غير موجودة في الورقة المصرية، على عكس ما كان يقال برفض اي تعديل على الورقة»، وان موسى ابلغ مشعل ان عباس سيرسل في الايام المقبلة وفداً ل «اطلاق حوار» على اساس «ورقة موسى». في هذا الصدد، كشف عضو في وفد لجنة المصالحة ل «الحياة» في القاهرة أن الوفد برئاسة منيب المصري سيتوجه قريباً إلى دمشق للقاء رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل وقادة «حماس»، لكنه في انتظار اجتماع مع الرئيس عباس لتحديد موعد هذه الزيارة. وكان موسى توقع امس تطورا في عملية المصالحة، وأن تعقد لقاءات بين «فتح» و«حماس»، معرباً عن أمله في أن يسهل هذا الأمر عملية المصالحة. كما شدد على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وليس تخفيفه، وقال ردا على سؤال عن إعلان إسرائيل عزمها فك الحصار ومحاولة ربط قطاع غزة بمصر: «إن إنهاء إسرائيل علاقاتها مع القطاع من دون إنهاء الحصار أمر مرفوض».