أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تقدير بلاده لدعم ومساندة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما تتجه القاهرة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع إثيوبيا، بالتزامن مع المفاوضات الجارية لحل أزمة سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسي استقبل في قصر الاتحادية الرئاسي الأمير السعودي فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أكد حرص السعودية على نهوض مصر، فيما أكد السيسي تقدير بلاده لدعم ومساندة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأضاف يوسف ان الأمير فيصل هنأ السيسي على نجاح «مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري»، الذي عقد في شرم الشيخ قبل أيام، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية حريصة على نهوض مصر على المستويات كافة، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي باِعتباره قاطرة للتنمية الشاملة. وأعرب الرئيس المصري عن خالص تقديره وشكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقدراً للمملكة جهودها الصادقة والدؤوبة لدعم الاقتصاد المصري، ومواقفها المشرفة إزاء مصر والمُسَانِدة للإرادة الحرة لشعبها. وأضاف السيسي أن «شعب مصر لن ينسى الدعوة الكريمة التي بادر إليها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لعقد المؤتمر الاقتصادي، وهي الدعوة التي أظهرت حكمة الرأي وصواب الرؤية للمملكة وقادتها». وأشاد الرئيس المصري بكل مساهمات المملكة لإنجاح المؤتمر، سواء على مستوى الإعداد أو المساهمة الفاعلة من طريق دعم الاحتياطي النقدي المصري أو من خلال الاستثمارات المشتركة والصادرات السعودية إلى مصر، ولا سيما في قطاع الطاقة. ونقل الناطق باسم الرئاسة المصرية إشادة الأمير فيصل خلال اللقاء بالإصلاحات الهيكلية والتشريعية التي تتخذها مصر على الصعيد الاقتصادي، والتي أكدت استمرار التزام مصر بالاقتصاد الحر، وذللت العقبات أمام المستثمرين العرب والأجانب، مشيراً إلى أن تلك الإصلاحات سيكون لها الأثر الإيجابي الأكبر في العمل والإنجاز بوتيرة سريعة ستساهم في تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي. وأكد أن المملكة حريصة على المساهمة بفاعلية في مسيرة تحقيق التنمية والتقدم في مصر. إلى ذلك بدا أن القاهرة اعتمدت مقاربة تعزيز التعاون الاقتصادي مع إثيوبيا، بالتزامن مع مسار المفاوضات الجارية لحل أزمة سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتتخوف القاهرة من تأثيره في حصتها من المياه، إذ عقد وزير الاستثمار المصري أشرف سلمان في القاهرة اجتماعاً مع وزير الصناعة الإثيوبي أحمد إبيتو بحث في الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وذلك قبل أيام من قمة ثلاثية تعقد في الخرطوم وتجمع السيسي بنظيره السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين سيتم خلالها التوقيع على «وثيقة سد النهضة»، وفقاً لما أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي، على هامش مشاركته في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ. ووفقاً لبيان حكومي، فإن سلمان عقد محادثات مع الوزير الإثيوبي الذي يزور مصر على رأس وفد يضم مسؤولين حكوميين ومستثمرين وممثلي شركات إثيوبية للمشاركة في معرض القاهرة الدولي ولحضور المنتدى الاقتصادي المصري – الإثيوبي، حيث استعرض وزير الصناعة الإثيوبي جهود بلاده لتحسين مناخ الاستثمار وخلق بيئة استثمارية جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر وذلك من خلال استثمار الحكومة في البنية التحتية مثل الطرق، وتقديم الإعفاءات الضريبية، وكذلك العمل على توفير الطاقة اللازمة لجذب الصناعات كثيفة الاستخدام للأيدي العاملة لتوفير فرص عمل وخفض معدلات البطالة. وأشار أحمد إبيتو إلى المقومات الطبيعية التي تتميز بها إثيوبيا مثل البيئة والمناخ اللذين يسمحان بزراعة العديد من المحاصيل مثل الخضر والفواكه والزهور إضافة إلى توافر الأراضي بنظام الإيجار أو حق الانتفاع، ما يتيح إمكانية إقامة صناعات غذائية وصناعة إنتاج السكر وذلك بنظام الشراكة بين الحكومة الأثيوبية والقطاع الخاص أو من طريق إنشاء مشاريع مستقلة من القطاع الخاص. ووجه وزير الصناعة الإثيوبي الدعوة الى وزير الاستثمار المصري لزيارة إثيوبيا للتعرف من قرب على الفرص الاستثمارية المتاحة وخطط الحكومة الإثيوبية لتهيئة مناخ الاستثمار في إثيوبيا، فيما اشار سفير إثيوبيا في القاهرة إلى إمكانية زيادة التعاون بين البلدين في مجال تصنيع اللحوم. ومن جانبه، أشار الوزير سلمان إلى العلاقات التاريخية التي تربط مصر بالدول الإفريقية خصوصاً إثيوبيا، مؤكداً أن حجم التعاون الاستثماري والاقتصادي بين البلدين لا بد أن يتناسب مع قوة وعمق العلاقات بينهما، مشيراً إلى أهمية التكامل الاستثماري والاقتصادي بين مصر والدول الأفريقية، وبخاصة إثيوبيا، للاستفادة من المزايا التنافسية لكل دولة بما يعود بالنفع على الدول ومن ثم مصلحة الشعبين المصري والإثيوبي. ووجه وزير الاستثمار المصري معاونيه بالتنسيق مع الجانب الإثيوبي لتنظيم بعثة استثمارية خلال الفترة المقبلة برئاسة وزير الاستثمار وتضم عدداً من المستثمرين ورجال الأعمال وممثلي الشركات المهتمين بالوجود في الأسواق الأفريقية.