في مسعى جديد لتجاوز الخلافات بين القاهرةوأديس أبابا بدأ وفد سياسي واقتصادي مصري كبير أمس محادثات في العاصمة الاثيوبية تمهيداً لاجتماع مقرر بين وزيري خارجية البلدين سامح شكري وتيدرس ادانوم غداً الاثنين، فيما استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وفداً من الاتحاد الإفريقي قادماً من إثيوبيا يترأسه رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي. وكان الخلاف المصري - الأثيوبي أخذ منحى تصاعدياً في عهد الرئيس السابق محمد مرسي حين أذيع على سبيل الخطأ جلسة لمرسي مع عدد من مؤيديه من تيارات عدة، اقترح بعضهم حل مشكلة سد النهضة عن طريق الحرب، وردت أديس أبابا بالإصرار على مواصلة بناء السد. وبعد عزل مرسي شهدت العلاقات تحسناً مشوباً بالحذر في الوقت الذي تبذل فيه القاهرة جهوداً ومحاولات لطمأنة الجانب الأثيوبي وإدخال الخلاف في حيز التفاهمات ووضعه على طاولة الحوار. وأمس السبت اجتمعت الدورة الخامسة للجنة المصرية - الإثيوبية المشتركة بحضور كبار المسؤولين من الوزارات المصرية المختلفة (الخارجية، الثقافة، التعليم العالي، التربية والتعليم، التجارة والصناعة، الصحة والسكان، الكهرباء والطاقة المتجددة، الاتصالات، البترول، الزراعة واستصلاح الأراضي، الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والمجلس القومي للمرأة) وتواصل اجتماعاتها اليوم الأحد للتحضير للاجتماع الوزاري غداً. وأكد رئيس الوفد الإثيوبي السفير سلمون أبيبا في كلمته الافتتاحية أهمية استغلال الإرادة السياسية لدي قيادتي البلدين لدعم وتعزيز العلاقات التاريخية بين مصر وإثيوبيا، اللتين تعدان من اعظم وأقدم الحضارات في إفريقيا والعالم. من جانبه أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية السفير صبري مجدي صبري ضرورة البناء على الروح الإيجابية التي تولدت بين مصر وإثيوبيا عقب اللقاء التاريخي الذي تم بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام ديسالن على هامش القمة الإفريقية التي عقدت شهر حزيران (يونيو) الماضي في غينيا الاستوائية، والعمل على تعزيز العلاقات في كل المجالات بما يساهم في تحقيق الأهداف التنموية للبلدين. ولفت السيسي الى ان العلاقات المصرية - الأثيوبية تشهد حالياً تعاوناً إيجابياً، كما قال أمس لوفد آلية الاتحاد الإفريقي والذي يضم كلا من رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية سابقا عبدالسلام الحاج أبو بكر، ورئيس مكتب الاتحاد الإفريقي بالخرطوم محمود خان، وكبير مستشاري رئيس الآلية عبدول محمد، وذلك بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري. وصرح المتحدث باِسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف بأن الرئيس استهل اللقاء مشيداً بجهود الوساطة التي يقوم بها وفد الآلية الافريقية لتسوية الأوضاع في السودان، مؤكداً دعم مصر لهذه الجهود معرباً عن أمله بنجاح هذه الجهود بما يحقق أمن واستقرار وتقدم السودان بشكل خاص، والقارة الإفريقية بوجه عام. وقال المتحدث إن السيسي أوضح للوفد رؤيته القائمة على أهمية تعزيز التعاون الإفريقي، وذلك في إطار من احترام المصالح المشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة وتحقيق المكاسب لكل الأطراف، مدللاً على ذلك بالتعاون الإيجابي الذي تشهده العلاقات المصرية – الإثيوبية، حيث يحرص كل طرف على مصالح الآخر في مناخ من التفهم للاحتياجات التنموية لإثيوبيا والحقوق المائية المصرية. وبحسب تصريحات للسفير المصري في أثيوبيا محمد إدريس فإن الاجتماعات التمهيدية للجنة الوزارية المشتركة (تأسست سنة 1984) في جولتها الخامسة، تبحث في متابعة تنفيذ برامج التعاون القائمة بين الجانبين ووضع اللمسات النهائية حول مذكرات التفاهم والاتفاقات التي سيتم توقيعها. إلى ذلك يُعقد اليوم في أديس أبابا منتدى الأعمال المصري الأثيوبي بمشاركة 60 من رجال الأعمال المصريين و50 شركة في العديد من المجالات لتنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية مع إثيوبيا، فيما أشار رئيس مجلس الأعمال المصري - الأثيوبي أيمن عيسي إلى ضعف الميزان التجاري بين مصر وأثيوبيا الذي لا يتناسب مع العلاقات التاريخية حيث يصل إلى نحو 300 مليون دولار. أما من ناحية الاستثمار فتعمل 7 شركات أثيوبية في مصر معظمها في صناعات لخدمة السوق الاثيوبي وفي مجال الزراعة. أما الاستثمارات المصرية في أثيوبيا فتصل لنحو بليوني دولار، ويصل عدد الشركات المصرية المسجلة في اتحاد الغرف الأثيوبية الى نحو 279 شركة منذ 2009. ومن جهته نوّه رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الأعمال المصري - الأثيوبي أحمد زايد بتحقيق الاقتصاد الاثيوبي معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات العشر الماضية، وسجل عام 2012 الاقتصاد الثاني عشر الأسرع نمواً في العالم.