طالب عدد من الخبراء بضرورة التعامل بحذر مع ملف "سد النهضة الإثيوبي"، مؤكدين أن الجانب الإثيوبي يسعى لتهدئة الأوضاع وكسب مزيد من الوقت حتى يمضي في تشييد السد، ليفاجئ مصر في النهاية بأن السد أصبح حقيقة واقعة. وقال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة نادر نور الدين "إن كلمة رئيس الوزراء الإثيوبي هيلى مريام ديسالين، التي ألقاها أمام برلمان بلاده أول من أمس، تثير الشكوك حول جدية الموقف الإثيوبي من بناء سد النهضة، خاصة بعد التأكيد على الاستمرار في بنائه بالمواصفات الحالية، مما يؤكد أن الجانب الإثيوبي يسير في طريقه نحو بناء السد ومحاولة لاستنزاف الوقت واحتواء مصر، خاصة بعد التأكيد على أنهم مستمرون في البناء دون تغيير في المواصفات أو انتظار حتى انتهاء المفاوضات مع مصر". وأضاف نورد الدين أن "الوقت الآن يسير في غير صالح مصر، لأن الجانب الإثيوبي يعد نفسه صاحب خبرة في مجال التفاوض مقابل الدبلوماسية المصرية، ويجب الحذر من اتباع إثيوبيا أسلوب التسويف لحين انتهاء بناء السد والمقرر تشغيل المرحلة الأولى منه في أكتوبر القادم بتوليد 800 ميجا، على أن ينتهي السد في 2017، كما يجب التحرك بسرعة على كافة الأصعدة الدبلوماسية، حتى لا تدخلنا إثيوبيا في تشكيل لجان استشارية غير ملزمة، فنحن أمام مهمة واحدة وهي تغيير ارتفاع السد وسعته التخزينية إلى 95 بدلاً من 145، كما لا يوجد تغيير في الموقف الإثيوبي حتى الآن، ولا توجد سوى تصريحات، ولا يمكن الاستناد إلى الوعود الإثيوبية، لأن موافقة مصر على بناء السد تعني موافقة ضمنية على بناء 4 سدود أخرى خلف سد النهضة، لذا لا بد من سرعة تدويل القضية لصالح عدالة الموقف المصري والحشد الدولي للضغط على إثيوبيا، وتشكيل لجنة دولية لمعاينة السد يكون رأيها ملزماً، خاصة أن أديس أبابا لن تنصاع بسهولة لأنها قررت مصادرة ماء النيل لصالحها". من جانبه، قال الباحث في الشؤون الأفريقية أيمن شبانة "كلمة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي في إطار الأجواء الودية التي حاولت مصر أن تدعمها في العلاقة مع إثيوبيا منذ حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة الأفريقية، والكلمة تعبر عن حسن نوايا لا أثر لها على أرض الواقع، فأديس أبابا لم تقدم أي شيء يعتد به فيما يخص الأزمة، سوى التصريحات البراقة، وهي تحاول احتواء الموقف وتهدئة الوضع مع مصر وكسب مزيد من الوقت لصالحها، حتى نصحو يوماً لنجد أن سد النهضة قد أصبح واقعاً ملموساً.