حين لم تجد سياسة «التقتير» التي انتهجها الشاب الباكستاني محمد رحمن طيلة أربع سنوات لجمع كلفة أداء فريضة الحج، قرر أن يبيع منزل العائلة الذي ورثه عن والده، على رغم رفض زوجته وأبنائه للإجراء الذي اتخذه. وقال رحمن: « أمضيت أربع سنوات أجمع كلفة أداء الفريضة الخامسة، إلا أني لم أستطع، فقد اكتشفت أنني «أقتر» على أسرتي ولم أجمع من المال لإكمال مشروعي الحلم سوى ربعه، عندها لم أجد بداً من بيع دار أسرتي والانتقال إلى السكن بالإيجار على رغم المحاولات التي أقدمت عليها أسرتي لثنيي عن خطوتي»، مشيراً إلى أنه واثق تمام الثقة من أن الله سيعوضه وسيرزقه المال لشراء منزل خيراً منه. وعلى تلة من الصخور في مشعر منى جلس رحمن يروي بصوت مبحوح لصديقه الطريقة التي باع بها منزله :« مر أسبوعان وأنا في بحث مضن عن مشتر يقدم لي سعراً مناسباً لمنزلي، حتى زف لي أحد أبناء قريتي نبأ وصول أحد المشترين للدار وبثمن مناسب، فعادت الحياة إلي من جديد ورأيت المشاعر أمامي». وتابع: « بعد أن اتفقنا على السعر المناسب الذي أرضى الطرفين نقلت أسرتي إلى منزل صغير استأجرته لها، وفارقتهم بعدها إلى العاصمة الباكستانية، وسجلت اسمي في قوافل المغادرين إلى المشاعر لأداء فريضة الحج».