سأبدأ بخبر حصول الدكتور فريد عبدالحق على الدكتوراه في تخصص التاريخ مع مرتبة الشرف وهو بعمر 94، وهو أول إنسان يحصل على هذه الشهادة من جامعة القاهرة العريقة بهذا العمر. ولا يمكن لي أن أتجاوز خبراً آخر لا يقل أهمية عنه، وهو عن مواطنة سعودية اسمها غادة باعقيل، إذ حصلت على جائزة أفضل مشروع تجاري على مستوى العالم وعن طريق منظمة YBI في إنجاز عربي وخليجي، بل سعودي غير مسبوق، وجاء الفوز بسبب مشروع مركز المدينة للتوحد، وهي اختصاصية نفسية تحمل الماجستير، ومتخصصة في التوحد، وفازت أيضاً بجائزة أفضل مشروع تجاري إنساني باختيار الجمهور. الخبر الجميل الآخر هو أن مواطناً سعودياً تمكن من تعلم لغة الصم والبكم؛ ليتمكن من التحدث مع ولده، والذي جذب انتباه الآخرين هو العلاقة الجميلة التي تربطهما، وترجمه اهتمام الوالد بولده والسعادة التي ارتسمت على تفاصيل وجه الابن. الخبر الأروع هو فوز العالمة السعودية حياة سندي أول امرأة عربية تعدّ واحدة من قادة التغيير في العالم بحسب منظمة (بوب تيك)، والرائع أيضاً أنهم رشحوها لتكون سفيرة المنظمة في الشرق الأوسط. وكذلك غادة المطيري سعودية في الثلاثينات من عمرها تترأس مركز أبحاث في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، لاستخدام «الفوتون»، وهو معدن يدخل الضوء إلى الجسم في رقائق، للوصول إلى خلايا الجسم البشري. وحصلت أيضاً على 3 ملايين دولار أميركي، والمبلغ يخصص لمتابعة البحوث في الجامعة، لتعمل على تطوير اكتشافها الذي يرقى إلى تغيير جذري في وسائل التطبيب باستعمال الفوتون الموجّه لتحاشي الجراحات. التقنية الجديدة التي توصلت إليها غادة تصلح بديلاً للجراحات في علاج بعض الأورام السرطانية من دون تدخل جراحي. وفي مجال التفوق العلمي الطبي نفسه سجلت الدكتورة هويدا القثامي نفسها حالةً خاصة حازت على وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة، إذ تعد الاستشارية الأولى لجراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم في مقدمة أول خمسين شخصية شهيرة على مستوى العالم. ما زلت أذكر السيدة الفلسطينية التي تبلغ من العمر 80 عاماً، التي ما زالت تشرف على إحدى المدارس في فلسطين، وشاهدتها في لقاء على قناة العربية تتحدث بكل حماسة وسعادة وتطويع لجسد لم تهده السنون؛ لأن ما يعتمر داخل روحها مكنها من الوقوف بصلابة أمام تغييرات الزمن. النجاح كائن هلامي ليس له حدود ولا عمر، لا نراه ولكننا نلمسه، يقبع خلفه دافع جميل لترك بصمة في هذا العالم، ورسالة تحمل فكراً لا يرى إلا الهدف المحدد المنشود. [email protected]