تمكّنت فصائل المعارضة السورية من توجيه ضربة للجيش النظامي وحلفائه في ريف حلب الشمالي، بسيطرتها أمس على قرية حندرات التي كان النظام ينطلق منها لإكمال حصار مدينة حلب، فيما باشرت تركيا تنفيذ قرارها إغلاق معبر باب السلامة الذي يصل محافظة حلب بأراضيها بعد يوم على إغلاقها معبر باب الهوى في محافظة إدلب المجاورة. وجاءت الخطوة التركية في وقت ترددت معلومات عن محاولة «منشقين» أجانب ترك صفوف تنظيم «داعش» والفرار من سورية إلى تركيا عبر ريف حلب، في مؤشر جديد إلى أن ضربات التحالف، وربما سلوك البطش المتزايد الذي يمارسه التنظيم، تدفع بعدد من عناصره، بمن فيهم الأجانب، إلى التخلي عنه، على رغم التقارير التي تفيد بأن أجانب آخرين ما زالوا يلتحقون بصفوفه. (للمزيد). وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، معلومات عن مقتل عناصر من التنظيم بينهم 5 من جنسيات غربية، خلال اشتباكات بين مجموعتين من «داعش» قرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي قبل يومين. وأشار إلى أن 10 عناصر من التنظيم أحدهم تونسي والباقون من جنسيات غربية «حاولوا الفرار عبر الحدود السورية- التركية للعودة إلى بلدانهم، عبر منطقة بريف حلب، وأثناء فرارهم تمكن عناصر آخرون من التنظيم من اعتقالهم وأُودِعوا سجناً عند أطراف مدينة الباب». وتابع أن الموقوفين العشرة أقنعوا سعودياً من «الشرعيين» المشرفين على سجنهم بأن يسمح لهم بالرحيل «فتعاطف معهم وسلّمهم أسلحة ليتمكنوا من الفرار»، لكنهم سرعان ما اشتبكوا مع رفاقهم فقتل خمسة منهم وأربعة من الموالين للتنظيم، واعتُقِلت بقية الفارين. وتوقّع «المرصد» أن يلقى هؤلاء مصير 120 آخرين من التنظيم أُعدِموا لدى محاولتهم العودة إلى بلدانهم. وجاءت عملية الفرار الأخيرة متزامنة مع قرار تركيا إغلاق منافذها الحدودية مع سورية، إذ أغلقت أمس معبر باب السلامة (تسيطر عليه «الجبهة الشامية») بعدما أغلقت الأحد معبر باب الهوى. ميدانياً، أوردت وكالة «مسار برس» المعارضة، أن المعارضين السوريين سيطروا أمس على قرية حندرات في ريف حلب الشمالي بعدما قتلوا «حوالى 25 عنصراً من قوات النظام». أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأورد أن «الاشتباكات العنيفة» استمرت في الساعات الماضية في قرية حندرات وفي محيط تلة حندرات وقرية باشكوي بريف حلب الشمالي، بين «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و «جبهة أنصار الدين» من جهة، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات. وأشار «المرصد» إلى تقدم مقاتلي «جبهة النصرة» والتنظيمات المشاركة معها داخل قرية حندرات والسيطرة على أجزاء واسعة منها.