دأب الحجاج القادمون من جزيرة جاوة الإندونيسية على ممارسة عادات غريبة، بدافع معتقدات خاطئة بمجرد فراغهم من رمي جمرة العقبة الكبرى، بحثاً عن «البركة» والعلاج من العديد من الأمراض المزمنة التي قد يعانون منها. فما إن انتهى عدد منهم يوم أمس من أداء النسك حتى توجهوا إلى محال العطارة المنتشرة في مكةالمكرمة لشراء منتجات عدة أبرزها «حجر جهنم»، لتسهم وفق اعتقادهم في منحهم القوى والصحة لأطول فترة في العمر، وتقيهم من الضعف الجنسي وتشفيهم من العقم. وقال الحاج حسن محيي الدين ل « الحياة» إنهم يعدون المستحضرات بمزج تلك المواد واستخدامها كمرهم للأعضاء الحساسة لدى الجنسين، موضحاً أن الحجاج الإندونيسيين يحرصون على الإلتقاء بزوجاتهم بعد التحلل في الأماكن المقدسة طلباً لصلاح المولود وبره بهما. وكشف عن اعتقاد متفش بينهم حول جدوى كبدة الجمل العربي المتوافرة في محال الجزارة، لافتاً إلى أنها تقطع إلى شرائح وتخلط بالماء وتستخدم كشراب في أوقات معينة من الشهر. وأفاد أن «الإحرام» بالنسبة لحجاج «جاوا» لا يقدر بثمن وليس من السهل التفريط فيه، موضحاً أن الحاج يوصي أبناءه بتكفينه بالإحرام قبل وفاته. وأضاف: «إن أحد أبناء جلدتي أدى فريضة الحج العام الماضي وعند عودته اصطحب كمية من الرمل والحجارة من مشعر منى معتقداً جدواها في حمايته من التعرض للمشاكل، وهاتفني بعد ذلك مرات عدة أثناء إقامتي في السعودية آنذاك، يريد إعادة الرمل إلى مكانها بعد أن يرسلها لي، جراء تعرضه لأحلام وكوابيس مزعجة». ورأى محيي الدين أنها عادات متوارثة عبر الأجيال مخالفة لتعاليم العقيدة الإسلامية الصحيحة، موضحاً تعرض الحجاج لعمليات استغلال من قبل البعض من الوافدين الذين يقومون بعمليات بيع المياه لهم ويدعون أنها من مياه جعرانة التي أغلقتها الجهات المعنية أخيراً. وذكر أن عدداً من الحجاج يعتبرون تلك المياه أدوات تجميل تضفي نضارة للبشرة، لافتاً إلى أن جهود طلاب جزيرة جاوة الملتحقين بالجامعات السعودية في التوعية عن هذه الأمور غيرت كثيراً من المفاهيم «ولاتزال في حاجة للمزيد». بدوره، أكد الباحث الإسلامي سمير برقة أن تلك التصرفات تنم عن تفشي الجهل الديني بين هؤلاء الحجاج الذي يتحمله الدعاة في بلدانهم، معتبراً وضع بعض المسميات ذات الطابع الديني على المنتجات من قبل التجار لاستغلال تلك الفئة، لاسيما وأن كتب التاريخ والسير لم تذكرها ولم يؤثر سوى علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بمنطقة الجعرانة، حيث أقام هناك لمدة 27 يوماً قبل خوض معركة حنين ووزع فيها الغنائم على المسلمين بعد انقضاء المعركة.