لا يدخل المسؤولون الأميركيون في لعبة الأسماء المرشحة للانتخابات الرئاسية اللبنانية، ولا يرون في «تسريبات» الاعلام حول مرشح تفضله واشنطن أكثر من «اشاعات تتبدل يومياً». وفي جلسة استماع في الكونغرس وطبقاً لمعلومات «الحياة»، بدا الاتجاه الأميركي نحو التوافق في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وارائها في موعدها وفي شكل يبني على الزخم الحكومي والانجازات الأمنية التي يحققها الجيش وقوى الأمن في طرابلس والبقاع. وأكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى لاري سيلفرمان في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في المجلس النيابي أول من أمس، أهمية اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وبعيداً من التدخل الخارجي. وقال إنه كانت أمام لبنان ثلاثة تحديات أساسية وتعامل مع اثنين وهي «تشكيل الحكومة واصدار البيان الوزاري»، مضيفاً أن «الشعب اللبناني يتوقع من القيادة السياسية تخطي العقبة الثالثة وهي انتخاب رئيس». وفي أول تقويم أميركي للحكومة الجديدة، قال سيلفرمان: «أنها نوعاً ما أفضل من الحكومة السابقة». وأضاف: «بعد عام على حكومة تصريف أعمال لم يكن لديها السلطات للتعامل مع العديد من التحديات. وهذه الحكومة هي نوعاً ما أفضل من السابقة لأن جميع الأطراف ممثلون داخلها بتوازن مدروس، وبينهم قوى 14 آذار وبعد ثلاث سنوات لها خارج الحكومة». واعتبر أن «قوى 14 آذار رأت من مصلحتها استقرار لبنان ودعم الديموقراطية وهذا الأمر أفضل من خلال المشاركة في الحكومة»، وفيما أكد تطلع واشنطن «للعمل مع الحكومة»، حذر من أن «كيفية العمل معاً ستعتمد على سياساتها وأفعالها». وعن الاستحقاق الرئاسي، أكد سيلفرمان أن الادارة الأميركية «أوضحت للجميع أهمية اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وبشكل حر ونزيه ويتطابق مع الدستور ومن دون تدخل خارجي». وتمنى «أن يحمل التوافق حول الحكومة توافقاً لمنع الفراغ وانتخاب رئيس». وقال: «الفشل في نقل السلطة لرئيس سيحد من الزخم الذي حملته الحكومة الجديدة ولبنان بحاجة لقيادة مسؤولة للتعاطي مع التزاماته الدولية». وتعكس أجواء واشنطن ابتعاد الادارة الاميركية عن لعبة الأسماء وانفتاحها على كل الخيارات بما في ذلك تعديل الدستور، واعطاء أولوية لتوافق اللبنانيين حول أي اسم الرئيس المقبل. وأشاد سيلفرمان بدور الجيش اللبناني ومؤسسة الأمن الداخلي وخصوصاً الجهود الأخيرة في طرابلس والبقاع. وقال: «نسعى لزيادة المساعدات لتحديث الجيش اللبناني وتحديداً في مجال التدريب والتجهيز لحماية الحدود مع سورية»، مشدداً على «انها أولوية بالنسبة الينا لتقديم هذا الدعم». وانتقد سيلفرمان دخول «حزب الله» في الحرب السورية. وقال: «حزب الله جر الشعب اللبناني الى حرب للدفاع عن نظام الأسد وتقويته، واستمراره سيأتي بمزيد من الاقتتال والارهاب والمزيد من عدم الاستقرار الى لبنان». وأضاف: «ان «حزب الله يفعل ذلك ليس لمصلحة لبنان بل لمصلحته الضيقة ونيابة عن داعميه في الخارج». ورأى أن هذا الأمر «ساعد في جذب المقاتلين الأجانب السنة والشيعة الى سورية ويزيد من خطر عودة الارهاب الى الدول التي أتى منها هؤلاء».