أعلن آدم الفكي حاكم ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لجنوب السودان أمس، أن 40 مواطناً قُتلوا وجُرح 45 آخرين في هجوم شنّه متمردو «الحركة الشعبية – الشمال» على مناطق عدة، مؤكدين أنهم لن يوقعوا على اتفاق جزئي مع الحكومة لا يشمل حلفاءهم في «الجبهة الثورية» وقوى المعارضة، واشترطوا عقد لقاء تمهيدي للحوار الوطني في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا قبل نيسان (أبريل) المقبل لاتخاذ قرار بتأجيل الانتخابات. وقال حاكم جنوب كردفان إن هجوم المتمردين على مدينة كلوقي ومنطقتي توسي والرحمانية الخميس الماضي، أدى إلى تدمير وحرق مئات المنازل ونزوح 5 آلاف شخص من الرحمانية إلى أبوجبيهة، مشيراً إلى أن حكومة الولاية تعمل على إعادتهم إلى منطقتهم، بعد سيطرة الجيش على المناطق المستهدفة من المتمردين لزعزعة الانتخابات المقررة الشهر المقبل. وأكد الفكي إن القوات الحكومية أحكمت سيطرتها على مدينة كلوقي، وبدأ المواطنون يعودون إلى حياتهم الطبيعية. وأعلنت قيادة «الحركة الشعبية» في بيان أمس، استعدادها للتفاوض على وقف الأعمال العدائية لأسباب إنسانية، وأضافت أنه لا ينبغي أن يكون ذلك مختلِطاً مع أي أجندة سياسية. وتعهدت الحركة بإشراك الوساطة الأفريقية والمجتمع الدولي في ما قالت إنه «السعي لتحقيق نهجها الجديد الذي سيعطي أولوية قصوى لحقوق المدنيين في المناطق الريفية والمدنية في الحصول على المساعدات الإنسانية والحماية». واتهم بيان «الحركة الشعبية» الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الحاكم «باستغلال الدعوة الى طاولة حوار وطني والمفاوضات كغطاء لإخفاء جرائم الحرب وانتهاكات لحقوق الإنسان ومنع وصول المساعدات الإنسانية». وفي سياق متصل، اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير، أن «إعلان برلين» الذي وقعته المعارضة بشقيها السياسي والمسلح «كان فاشلاً، وبالتالي كأنه لم يكن». وكشف عن أن الحكومة نصحت الألمان بجمع المعارضة، لكن الحزب الشيوعي سيعمل على إفشال الملتقى. وقال البشير: «الألمان كانوا مجتهدين ويعتقدون أنه لا بد من دعم السودان والوقوف معه وحل مشاكله، وهدفوا من هذا اللقاء إلى معالجة 3 مواضيع: اعتراف المعارضة بشرعية الحكومة، المشاركة في الحوار، وعدم تأجيل الانتخابات». على صعيد آخر، استمرت المعارك في دولة جنوب السودان بين القوات الحكومية التابعة للرئيس سلفاكير ميارديت والمتمردين بزعامة رياك مشار بمنطقة «ود دكونة» في ولاية أعالي النيل المتاخمة للسودان. وتحدث القائد العسكري للمتمردين في المنطقة جيمس قاي عن معارك في منطقة الغابات المتاخمة لود دكونة، موضحاً أن قواته استولت على دبابة وأسرت قائدها الأوغندي و10 عسكريين بينهم 6 من متمردي «الجبهة الثورية السودانية». وأضاف أن القوات الحكومية تكبَّدت 72 قتيلاً. إلى ذلك، كشفت معلومات عن أن وسطاء الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا «إيغاد» يسعون إلى لقاء يجمع سلفاكير ومشار في الخرطوم قريباً.