منح البرلمان الفنزويلي الرئيس نيكولاس مادورو صلاحيات استثنائية تخوّله اصدار مراسيم اشتراعية حتى نهاية السنة في الأمن والدفاع، من أجل التصدي ل «العدوان الامبريالي» الاميركي. وكان مادورو طلب من البرلمان منحه «سلطات كافية للدفاع عن السلام في فنزويلا وسيادتها وازدهارها، في مواجهة تهديدات الولاياتالمتحدة» التي اعتبرها «عبثاً تاريخياً» و «عدواناً امبريالياً». وشدّد الرئيس الاميركي باراك أوباما العقوبات على فنزويلا، معتبراً انها تشكّل «تهديداً استثنائياً للأمن القومي» الاميركي. وردّت كراكاس بسحب مبعوثها في واشنطن وبتعزيز استعداداتها العسكرية. ويحظى مادورو بصلاحيات استثنائية في قطاع الاقتصاد منذ نهاية عام 2013، تتيح له إصدار مراسيم اشتراعية، لكن ذلك لم يحلْ دون غرق البلاد في ازمة اقتصادية حادة، علماً أن الحزب الحاكم يشغل 60 في المئة من مقاعد البرلمان، ما يخوّله سنّ التشريعات التي يريدها. لكن محللين يرون ان الصلاحيات الاستثنائية التي نالها مادورو قد تساعده على اعادة ترسيخ حكمه، بعد تراجع شعبيته الى 20 في المئة. ويخيّم خلاف واشنطن – كراكاس على جولة جديدة من المحادثات بدأتها الولاياتالمتحدةوكوبا في هافانا، من أجل تطبيع العلاقات بينهما. وبعد جولتين من المحادثات في هافانا وواشنطن، التقت روبرتا جاكوبسون، مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون اميركا اللاتينية، خوسيفينا فيدال المكلفة شؤون الولاياتالمتحدة في الخارجية الكوبية. وأعلنت الخارجية الاميركية أن «استئناف العلاقات الديبلوماسية وإعادة فتح السفارتين، يصبّان في مصلحة البلدين». ويرغب أوباما في اعادة فتح السفارتين في العاصمتين، قبل انعقاد قمة الدول الاميركية في بنما في نيسان (أبريل) المقبل. لكن وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز زار كراكاس معرباً عن «تضامن مطلق للثورة الكوبية» مع فنزويلا، ومتهماً الولاياتالمتحدة بالتسبّب ب «تدهور خطر» للأجواء في المنطقة. وبعد وصول جاكوبسون الى هافانا، نظمت السلطات الكوبية حفلة موسيقية ضخمة «دعماً للشعب والحكومة البوليفاريين (فنزويلا) ومن اجل السلام والعدل والوحدة في اميركا اللاتينية»، علماً أن كراكاس تزوّد هافانا 60 في المئة من حاجاتها النفطية. وأعرب مسؤول في الخارجية الاميركية عن «خيبة» إزاء موقف كوبا من توتر العلاقات بين واشنطنوكراكاس، مستدركاً أن «ذلك لن يؤثر في المحادثات» مع هافانا. وقال ديبلوماسي اميركي لاتيني في هافانا: «كوبا ملزمة دعم حليفها، لكن أعتقد بأن ذلك لا يمكن ان يؤثر في تقارب» الولاياتالمتحدةوفنزويلا.