تونس - رويترز - قضت محكمة تونسية أمس الخميس بسجن الصحافي المعارض توفيق بن بريك لمدة ستة أشهر بعد إدانته بتهمة الاعتداء على امرأة في الشارع، في مُحاكمة وصفها حقوقيون بأنها تهدف إلى إسكات انتقاده للحكومة. وبن بريك معارض بارز لنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وقالت منظمات دولية تعنى بحرية الصحافة إن قضية بن بريك مُلفّقة بهدف تكميم انتقاداته الحكم. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو معلّقاً على الحكم: «نأسف لهذا القرار ونعيد تأكيد دعم حرية الصحافة في تونس وفي كل مكان». وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إنها ستواصل الضغط على الحكومة التونسية سعياً إلى إطلاق بن بريك. وقال جان فرانسوا جوليار من منظمة «مراسلون بلا حدود» ل «رويترز»: «نشعر بخيبة أمل لأن المخرج الوحيد في هذه القضية هو الإفراج عن بن بريك». وأضاف: «لكننا تنفسنا الصعداء قليلاً لأن الحكم هو ستة أشهر وليس أربعة أو خمسة أعوام. يبدو أن الضغط الدولي كان لفائدة بن بريك». واتخذت القضية بُعداً دولياً بعدما انتقد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اعتقال بن بريك وقال إنه لا يوافق على اعتقال صحافيين في تونس. وجاء رد الرئيس بن علي في خطاب ألقاه في وقت سابق هذا الشهر وهاجم فيه ما سمّاه «التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية» لبلاده. وقالت المحامية راضية النصراوي ل «رويترز» إن بن بريك «سيقضي ستة أشهر في السجن... منها ثلاثة بتهمة العنف وشهران بتهمة إلحاق الضرر بأملاك الغير وشهر واحد لانتهاك الأخلاق الحميدة». وأكد مصدر قضائي صدور هذا الحكم. وقال مسؤولون تونسيون إن بن بريك متهم بالاعتداء على امرأة عنوة وتهجمه عليها بعبارات فيها مساس بالأخلاق الحميدة، بينما قال بن بريك ومحاموه إنه معتقل بسبب مقالات نشرها في صحف فرنسية وقالوا إن المرأة الشاكية من أعوان الشرطة السياسية. ويكتب بن بريك (49 عاماً) في صحف فرنسية من بينها «لونوفيل أوبزرفاتور». وقال بن بريك الأسبوع الماضي مخاطباً القاضي خلال جلسة لمحاكمته: «المرأة التي رفعت ضدي شكوى تنتمي إلى إحدى وحدات البوليس السياسي في تونس». وأضاف: «أنا معتقل بسبب كتاباتي... أنا رهينة الرئيس زين العابدين بن علي». لكن فوزي البعزاوي - وهو محامي المرأة الشاكية - قال إن بن بريك اعتدى على موكلته في بلد تُحترم فيه النساء ويجب ألا يفلت من العقاب مهما ادعى أنها محاكمة سياسية. ويتهم معارضون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان تونس بأنها تستخدم الشرطة والقضاء بهدف إسكات أصوات منتقديها من المعارضة والصحافيين المستقلين. وتنفي تونس هذه الاتهامات وتقول إنها تتيح حرية التعبير لكن لا أحد فوق القانون مهما كانت صفته. ويقول الرئيس بن علي الذي يحكم تونس منذ 22 عاماً إن بلاده حريصة على احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير وإنها تتعرض لحملة تشويه من قبل بعض المناوئين. وانتخب بن علي الشهر الماضي لفترة رئاسية خامسة بنسبة 89.62 في المئة من الأصوات. وينسب إليه العديد من التونسيين الفضل في ضمان الاستقرار الأمني والرخاء الاقتصادي والاجتماعي.