بومباي - أ ف ب - اكدت الحكومة الهندية ان تحسين الأمن الداخلي «أولويتها الأولى»، في وقت أحيت البلاد الذكرى الأولى للاعتداءات الدامية في بومباي بتنظيم استعراض لقوات الأمن، وتكريم الأشخاص ال166 الذين قتلوا برصاص عشرة «ارهابيين» مدججين بالسلاح. وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في واشنطن: «لن تستكين الحكومة قبل ان تجلب مرتكبي هذه الجريمة للمثول امام العدالة. هذا واجبنا الكبير»، علماً ان حكومته اتهمت جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية بالوقوف خلف الاعتداءات، وقررت تجميد عملية السلام التي انطلقت عام 2004 مع باكستان. وأضاف: «من يريد تهديد الهند يجب ان يتأكد أنه سيفشل». وفي حديث إلى محطة «ان دي تي في» الهندية، أكد وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام ان خيار الحرب مع باكستان غير وارد. يجب أن نفهم الحقائق الجيوسياسية اليوم. لقد جلبنا ضغطاً واسعاً على باكستان، وأظن أن بعض أصدقائنا يواصلون ضغطهم عليها، وأعتقد بأنه لا يمكن ان نأمل بفعل من نوع آخر». وبعد تعرضها لانتقادات شديدة لعدم تداركها المجزرة، حرصت الشرطة على تنفيذ عرض قوة كبير في شوارع بومباي. وهبط عناصر من الوحدات الخاصة على حبال من واجهات مبانٍ عالية، وسار آخرون مزودين معدات جديدة جرى شراؤها في اطار موازنة قدرها 27 مليون دولار خصصتها الحكومة لتعزيز الأمن، وبينها آليات عسكرية. ورفع متفرجون في بومباي لافتات كتب عليها شعارات مثل «أوقفوا العنف»، وأضاء مسؤولون دينيون وديبلوماسيون يمثلون الدول التي تحدر منها الضحايا الأجانب ال25 شموعاً في كنيس في بومباي، داعين الى ضم الجهود لمكافحة التطرف في العالم. ونشر فندقا «تاج محل» و «اوبروي ترايدنت» اللذان استهدفتهما الاعتداءات اعلاناً في الصحف كرما فيه الضحايا، وشكرا فيه النزلاء والموظفين والأجهزة الأمنية. وكانت الهجمات استهلت مساء 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، وشملت الى الفندقين، مطعماً سياحياً ومركزاً يهودياً ومحطة القطارات الرئيسة في بومباي. واستمرت 60 ساعة امام عدسات التلفزيون، ما صدم الرأي العام العالمي الذي وجه اصابع الاتهام الى باكستان. وأول من امس، اتهمت محكمة باكستانية سبعة مواطنين بالمشاركة في اعداد الهجمات. وتحقق السلطات الهندية في شأن رجلين يحتجزهما مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (اف بي آي) في شيكاغو للاشتباه بضلوعهما في الهجمات. كما اعتقل باكستانيان في ايطاليا الأسبوع الماضي للاشتباه في إرسالهما اموالاً الى اشخاص ضالعين في الهجمات. واعتقل ناجٍ وحيد من اعضاء الوحدة المنفذة للهجمات هو محمد أجمل كساب الذي اعترف بدوره في المجزرة خلال محاكمته في بومباي، ما قد يؤدي الى اصدار حكم بإعدامه.