بغداد، كربلاء، الطارمية، ديالى - «الحياة»، أ ف ب - قتل ستة أشخاص من عائلة واحدة شمال بغداد، كما أصيب 26 شخصاً بجروح بانفجارين استهدفا مطعماً وسط كربلاء أمس، فيما اتخذت الأجهزة الأمنية في بغداد إجراءات خاصة بحفظ الأمن خلال أيام عيد الأضحى المبارك من خلال تعزيز نقاط التفتيش وتجهيزها بأجهزة الكشف عن المتفجرات ونصب الكاميرات. وذكر مصدر أمني أن «مسلحين اقتحموا أحد المنازل الواقعة في منطقة المشاهدة (20 كلم شمال بغداد) وقتلوا ستة أشخاص، ينتمي بعضهم الى قوات الصحوة». وأكد «وجود امرأتين وفتاة (13 سنة) بين القتلى»، مشيراً الى أن «الامرأتين قضتا نحرا في حين قتلت الفتاة بالرصاص». ولم يمس المسلحون الذين يرتدون ملابس عسكرية «امرأة وطفلتها، كانتا ضيفتين عند العائلة، بأذى»، وفق مصدر في الشرطة، فيما لمح أحد ضباط شرطة المنطقة الى احتمال أن يكون القتل مرتبطاً «بجرائم الشرف». وأوضح عماد سعيد المشهداني زعيم صحوة الطارمية في اتصال مع «الحياة» أن «مجهولين قتلوا عائلة مكونة من ستة أشخاص في ظروف غامضة». وأكد أن «العائلة المغدورة كانت تمتهن الزراعة والرعي وليس لدى أفرادها أية انتماءات حزبية». وتابع: «لا اعتقد أن للجماعات المسلحة أو الإرهابية علاقة في تصفية تلك العائلة»، ورجح أن الجريمة «نفذت تماشيا والأعراف العشائرية المتشددة». وزاد: «لا صحة للأنباء التي أشارت الى انتماء أبناء العائلة المغدورة الى فصائل الصحوة. انهم أشخاص عاديون كانوا يزاولون مهنة الزراعة والرعي». وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية إصابة 26 شخصاً بجروح بانفجارين متزامنين بعبوات ناسفة استهدفا مطعماً شعبياً وسط مدينة كربلاء صباح أمس. وتابعت أن «عبوة ناسفة انفجرت داخل مطعم شعبي في حي النقيب الذي يبعد مسافة كيلومتر عن مركز كربلاء فأوقعت عدداً من الإصابات قبل أن تنفجر عبوة أخرى لدى وصول سيارة الإسعاف». في غضون ذلك، تعد القوات الأمنية، بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية لأمانة بغداد، إجراءات خاصة بحفظ الأمن خلال أيام عيد الأضحى المبارك من خلال تعزيز نقاط التفتيش بعناصر إضافية فضلاً عن تجهيزها بأجهزة الكشف عن المتفجرات ونصب الكاميرات. وعقدت قيادة عمليات بغداد اجتماعات مكثفة مع مسؤولي اللجان الأمنية في أمانة ومجلس محافظة بغداد الى جانب الجهاز الاستخباري المدني لتنسيق الجهود وتوزيع المهام لضمان أمن المواطنين المحتفلين بالعيد حيث تكتظ بهم المرافق الترفيهية المنتشرة في بغداد والمحافظات. وأكد مسؤول اللجنة الأمنية في أمانة بغداد محمد الربيعي في اتصال مع «الحياة» أن «اجتماعات مكثفة تعقد بين قيادات عمليات بغداد الى جانب ممثلين عن جهاز الاستخبارات المرتبط بوزارة الداخلية لتوحيد الجهود وتفعيل الخطط الأمنية». وأضاف أن «الخطة اعتمدت توزيع العاصمة الى عشرة قواطع أمنية، كل منها مرتبط بجهاز استخبارات مدني، والأخير يرتبط بوزارة الداخلية، فضلاً عن إشراف عمليات بغداد على المهام الأمنية التي تقوم بها القواطع الأمنية التي تتوزع ستة منها جانب الرصافة وأربعة أخرى في جانب الكرخ». وأوضح أن «المراكز الترفيهية التي تقصدها العائلات البغدادية ستشهد تعزيزات أمنية مكثفة حيث تشكل أطواق أمنية محكمة حول المراكز الترفيهية والتجارية لضمان أمن المواطنين خلال أيام العيد». وأكد أن «عدداً كبيراً من نساء الصحوة وبعض المفتشات من المتطوعات للعمل الأمني يشاركن في الخطة الأمنية التي بدأ العمل بها منذ أيام». وأكدت أمانة بغداد في بيان انها «أكملت استعداداتها لاستقبال العائلات والزوار في مرافقها السياحية والترفيهية طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، حيث سيكون الدخول الى هذه الأماكن مجاناً، ومنها متنزه الزوراء الذي يتوقع أن يشهد إقبالاً كبيراً من العائلات طيلة أيام العيد بعد تهيئته وتجهيزه بأحدث ألعاب الأطفال». الى ذلك قال قائد العمليات الأمنية في قيادة شرطة ديالى العميد محمد التميمي أن «استعدادات أمنية مكثفة اتخذت لتوفير أجواء أمنية لحماية المواطنين خلال أيام عيد الأضحى» للحيلولة دون تنفيذ المسلحين هجمات. وأوضح التميمي ل «الحياة» أن «خطة أمنية مكثفة بمشاركة فصيل بنات العراق ستنفذ مع حلول أيام عيد الأضحى لتأمين الأجواء أيام العيد». وأشار الى أن «من بين الإجراءات المتبعة تكثيف الدوريات الأمنية واعتماد المعلومة الاستخبارية في تحركات ما يعتقد بعناصر تنتمي لحزب البعث وتنظيم المجموعة النقشبندية المسلحة». وأضاف ان المعلومات الأمنية «مكنت قوات تابعة لفوج الطوارئ من اعتقال خمسة عناصر ينتمون لتنظيم النقشبندية في ناحية جلولاء (شرق بعقوبة) فيما تمكنت قوة مماثلة من تفكيك ثلاث خلايا مسلحة على صلة بحزب البعث في مناطق دادا والي وحواش القلعة جنوب قضاء بلدروز». الى ذلك أكد مصدر قضائي صدور أحكام بالإعدام والمؤبد ضد 22 متهماً لارتكابهم أعمال قتل لأسباب طائفية عامي 2007 و2008. وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» أن «بين الأحكام الصادرة شمول 10 مدانين بأحكام الإعدام شنقاً حتى الموت، بينهم أمير تنظيم القاعدة في بلدروز خالد السرح، بالإضافة الى أحكام بالسجن المؤبد بحق 12 مداناً».