إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اتهمت محكمة مكافحة الارهاب في روالبندي أمس، سبعة باكستانيين بالمشاركة في اعداد الهجمات التي استهدفت مدينة بومباي الهندية نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 وأسفرت عن مقتل 188 شخصاً. وأوضح شهباز راجبوت محامي المتهمين السبعة وبينهم ذكير الرحمن الاخوي، العقل المدبر المزعوم للهجمات بحسب الهند، وضرار شاه احد الاعضاء البارزين في «عسكر طيبة» التي تتهمها الهند بالوقوف خلف الهجمات، ان موكلهم دفع ببراءتهم امام المحكمة، «لأن لا دليل لادانتهم». وعشية الذكرى الاولى لهجمات بومباي التي استهدفت اربعة اماكن بينها فندقا «ترايدنت» و «تاج محل»، يشير الوجود الأمني الكثيف للعسكريين في محيطهما إلى ارتفاع مستوى التأهب الأمني. وصرح دي سيفاناندان، قائد الشرطة في بومباي: «لا أستطيع تأكيد عدم حصول هجوم أو انفجار، لكن إذا حدث شيء فستكون استجابتنا أسرع وأفضل»، علماً ان الهند رفعت موازنتها الدفاعية بنسبة 25 في المئة، وسمحت لشركات خاصة باستئجار قوات شبه عسكرية. وقال وزير الداخلية بي تشيدامبارام إن «حساسية بلاده للهجمات لم تتضاءل ولم تزد، لكن إجراءات مثل تحسين جمع المعلومات رفعت من قدرتها على التعامل مع الهجمات». لكن الوقائع الميدانية تفيد بأن الشرطة مشلولة بسبب تقاضي عناصرها رواتب هزيلة وعدم منحهم قدراً كافياً من التدريب وتقييد البيروقراطية لتحركاتهم. وما زالت البوابة الإلكترونية التي وضعت آلة لكشف المعادن في محطة القطار الرئيسية في بومباي، احد الاماكن التي استهدفتها الاعتداءات، تعمل من دون إشراف. ولا يجري فحص أمتعة الركاب، كما لا يزال ساحل بومباي الذي قدم منه المسلحون من باكستان غير محمي الى حد كبير. وقال أجاي ساهني، المحلل الأمني في مؤسسة إدارة الصراع في نيودلهي: «لم يتغير شيء. لسنا أفضل حالاً من العام الماضي»، فيما اعلن براهما تشيلاني من مركز بحوث السياسات ان المسألة مسألة وقت قبل أن يقع هجوم إرهابي كبير مجدداً». على صعيد آخر، اعلن الجنرال الباكستاني المتقاعد تالات مسعود ان الباكستانيين يعتقدون اليوم أن الحرب ضد حركة «طالبان» هي حربهم بخلاف الماضي حين كانوا ينظرون لها باعتبارها حرب الولاياتالمتحدة. وقال لمحطة «سي أن أن»: «أعتقد بأن قوات الجيش والشعب الباكستاني مصممون فعلاً على خوض الحرب والانتصار فيها، ولا يعتقدون بأن هناك مستقبلاً لباكستان إذا لم ينتصروا». واستنتج ان الباكستانيين يقاتلون اليوم لمستقبلهم وليس لشيء آخر. واعترض مسعود على الغارات الأميركية في مناطق القبائل الباكستانية، بسبب مساهمتها في اثارة النقمة الشعبية على الأميركيين على المدى الطويل»، موضحاً ان الغارات يمكن أن تكتسب شرعية لدى الباكستانيين، إذا تعاونت القوات الأميركية والباكستانية في التخطيط والتنفيذ. واعتقلت القوات الباكستانية أمس 101 مهاجر أفغاني غير شرعي خلال عملية تفتيش نفذتها القوات في مدينة بيشاور (شمال غرب). وأشارت إلى أنه سيجري ترحيلهم بعد محاكمتهم. الى ذلك، رفض متمردون انفصاليون في إقليم بلوشستان (جنوب غرب) الغني بالغاز إصلاحات اقترحتها الحكومة في مقابل إنهاء تمردهم المستمر منذ عقود، ووصفوا الاقتراحات بأنها «فتات وخدعة». وشملت الاقتراحات وقف العمليات العسكرية ضد المتمردين وإطلاق ناشطين معتقلين، باستثناء من تورطوا في «الارهاب»، ودفع مبلغ 1.4 بليون دولار للاقليم في مقابل استغلال مخزونه من الغاز طيلة 12 سنة. وقال شير محمد بوغتي، الناطق باسم جماعة الحزب الجمهوري للبلوش المتمردة: «لا نكافح من أجل هذا الفتات. نريد الحرية ودولة بلوخستان مستقلة يتولى فيها شعبنا الحكم». ورفض الاقتراحات أيضاً قائد آخر للمتمردين يدعى هيرباير مري، وزعيم الحزب القومي عبد الحي بلوش الذي وصف الاقتراحات بأنها «غير قابلة للتنفيذ، كما لا نطلب هبة من الحكومة الفيديرالية». ويصل مخزون الغاز في بلوشستان إلى أكثر من عشرة تريليونات قدم مكعبة، ما يعادل بليون برميل من النفط.