أكد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أمس، أن «مساعدة بعض الأصدقاء في معركتنا لا يعني غض الطرف عن هويتنا واستقلاليتنا»، وأشاد ب «انتصارات القوات الأمنية والحشد الشعبي» في محافظة صلاح الدين، منتقداً استمرار تأخير مستحقات عدد ليس بقليل من المقاتلين. وقال ممثل المرجعية في كربلاء أحمد الصافي، في خطبة الجمعة أمس، إن «الانتصارات التي حققها مقاتلو الجيش والمتطوعون وأبناء العشائر على عصابات داعش الإرهابية صفحة بيضاء تُضاف إلى سجل تاريخ العراقيين، وإننا نشد على أيديهم جميعاً». وأضاف أن «العراقيين يعتزون بوطنيتهم وهويتهم واستقلالهم وسيادتهم»، ورحب «بأي مساعدة تقدم إلينا اليوم من الأصدقاء في حربنا ضد الإرهاب ونشكرهم عليها (...) والمساعدة من الأصدقاء والشكر لهم لا يعنيان في حال من الأحوال أننا يمكن أن نغض الطرف عن هويتنا واستقلالنا، ولا يمكن أن نكون جزءاً من أي تصورات خاطئة في أذهان بعض المسؤولين هنا أو هناك». وزاد أننا «اليوم نخط تاريخنا بدماء شهدائنا وجرحانا، وقد امتزجت دماء مكونات العراقيين من جميع طوائفهم وقومياتهم وعلينا أن نوثق ونحفظ هذا التاريخ خوفاً من الضياع أو التبديل كي تطّلع عليه الأجيال القادمة». ولفت الى أن «تلاحم وتراص الصفوف بين مكونات الشعب العراقي ساهم بشكل كبير في دحر الأعداء، وإضفاء القوة على المقاتلين وتحقيق الانتصارات». ودعا إلى «زيادة هذا التماسك والتلاحم لأن العدو يستهدف مواقع الضعف فينا ويستغلها لتفتيت وحدتنا». وأشار إلى أن «العراقيين اليوم يدافعون عن بلدهم الذي تجذرت فيه مجموعة حضارات وهم تحملوا الكثير عبر التاريخ من أجل أن يبقى العراق عزيزاً شامخاً مستقلاً وسيد نفسه»، واكد أن «العراق سيكون كما كان دائماً، منيعاً من أي محاولة لتغيير هويته وتبديل تراثه وتزييف تاريخه». وانتقد الصافي «استمرار تأخر صرف المستحقات المالية لعدد ليس بقليل من عناصر قوات الجيش والمتطوعين بأعذار غير مقبولة»، وطالب الحكومة «بإيصال الحقوق كاملة إلى هؤلاء المقاتلين والاهتمام بعائلات الشهداء والجرحى». يذكر أن مستشار الرئيس الإيراني لشؤون الأقليات علي يونسي، قال في كلمة أمام مؤتمر عقد الأسبوع الماضي في طهران، إن بلاده كانت منذ ولادتها «إمبراطورية، والعراق اليوم لا يمثل مجرد مجال حضاري لنفوذنا، بل العراق هو هويتنا وثقافتنا ومركزنا وعاصمتنا، وهذا أمر يتعلق بالحاضر وبالماضي أيضاً». وأعربت وزارة الخارجية العراقية الأربعاء الماضي عن «استغرابها واستنكارها» تصريحات يونسي، وأكدت أنها «غير مسؤولة»، وشددت على أن العراق «لن يسمح» لأحد بالتدخل في شؤونه الداخلية أو المساس بسيادته الوطنية. وعاد يونسي وقال الأربعاء الماضي أيضاً، إن جمهورية إيران الإسلامية «لا تسعى أبداً للإساءة إلى سيادة دول المنطقة واستقلالها أو التدخل في شؤونها الداخلية، لا سيما العراق»، مؤكداً أن «الحدود المرسومة بين دول المنطقة شرعية».