نشرت السعودية 20 ألف رجل أمن لضمان سلامة قرابة مليوني حاج يتم تصعيدهم اليوم (الأربعاء) الثامن من ذي الحجة إلى منى لقضاء يوم التروية، استعداداً للوقوف بعرفة غداً (الخميس). وأعلنت وزارة الصحة السعودية أن عدد الوفيات وسط الحجاج بأنفلونزا الخنازير لم يتجاوز ما أعلنته قبل يومين، وهو أربع وفيات و68 إصابة فقط. وبعدما أضحت منى في سباق الاستعداد لموسم الحج أكبر مدينة مخيمات في العالم، فإنها ستتحول بدءاً من اليوم إلى أكبر تجمع بشري بثياب الإحرام البيضاء، وسط استعدادات وترتيبات متكاملة من جانب الحكومة السعودية لتسهيل أداء المناسك لضيوف الرحمن القادمين من كل فج عميق. ويذكر أن «التروية» سميت كذلك لأن الحجاج يتروون في هذا اليوم من الماء استعداداً ليوم عرفة. وقيل سمي كذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام أنه يذبح ابنه، فسمي يوم «التروية» بعدما أصبح يروي في نفسه أهو حلم؟ أم أنه من الله؟ ويعرف هذا اليوم أيضاً ب «يوم منى» لأنه يُسار فيه إليها. ويقول العلماء إن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر يومئذ في منى. وبدأت الحافلات بالوقوف عند مساكن الحجاج في مكةالمكرمة، استعداداً لنقلهم إلى منى، بعد أن وضعت قوات أمن الحج خطة سير خاصة للتصعيد إلى منى، اعتمدت على نشر أفراد قواتها في الشوارع والميادين لتنظيم السير، وإفساح المجال أمام حافلات نقل الحجاج للوقوف أمام المباني لنقل الحجيج بشكل جيد مُنظّم. ووضعت فرق المرور مسارات خاصة ميسّرة للحافلات تسلكها مباشرة صوب مشعر منى. وانتشر رجال الأمن بشكل مكثف في الساحات المحيطة بمشعر منى، تساندهم دوريات أمنية تركز على توفير مظلة الأمن والأمان، وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها حجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى تنظيم حركة المشاة. وخصصت وزارة الصحة السعودية عدداً من سيارات الإسعاف الصغيرة المجهزة بأحدث المعدات الطبية الحديثة للتنفس الاصطناعي وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي على الطرق التي يسلكها الحجاج في طريقهم إلى مشعر منى، لتقديم الخدمات الطارئة الفورية لهم، تساندها سيارات إسعاف كبيرة، علاوة على اكتمال استعدادات المستشفيات والمراكز الصحية في منى. وأعلنت الوزارة أمس أنه لم تحدث وفيات جديدة وسط ضيوف الرحمن بسبب أنفلونزا الخنازير. وكانت «الصحة» أعلنت أول من أمس وفاة 4 حجاج أصيبوا بالمرض. ونشرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية مواقع عدة لإرشاد ضيوف الرحمن وتبصيرهم بأمور دينهم والإجابة عن استفساراتهم، إضافة إلى توزيع عشرات الآلاف من الكتيبات والمطويات التوعوية بلغات عدة، فضلاً عن تنظيم المحاضرات والندوات التوعوية التي يلقيها عدد من العلماء وطلبة العلم المختصين، فيما وضعت مكبرات صوت تُبث من خلالها مواد توعوية وإرشادية لضيوف الرحمن. وقامت أمانة العاصمة المقدسة بنشر المعدات والآليات الخاصة بالنظافة، وتوفير أعداد هائلة من عمال النظافة، وتوزيعهم في الأماكن التي يقطنها الحجاج في مشعر منى، للقيام بالتنظيف ورفع المخلفات أولاً بأول، لتوفير البيئة الصحية النظيفة المناسبة لضيوف الرحمن. وفي الجانب الرقابي، قامت صحة البيئة منذ وقت مبكر بجولة رقابية على المحال التجارية في مشعر منى، للتأكد من سلامة كل الوجبات الغذائية وصلاحيتها للاستخدام الآدمي، إضافة إلى القيام بجولات متواصلة على البقالات والمطاعم، وأخذ عينات من الأغذية والمياه للكشف عليها في المختبرات الخاصة بأمانة العاصمة المقدسة. فيما أشرفت وزارة المياه والكهرباء على إيصال المياه لضيوف الرحمن بمشعر منى، سواء مياه الشرب الواردة عبر الشبكات العامة أم المياه التي ترد لدورات المياه المنتشرة بكثافة في مختلف أنحاء منى، إلى جانب صنابير المياه التي وزعت بكثافة في أماكن متقاربة. وتضمنت خطة الوزارة ممثلة في المديرية العامة للمياه في منطقة مكةالمكرمة لموسم حج هذا العام تقسيم منطقة منى إلى 14 منطقة عمل.