أكد الرئيس السوداني عمر البشير إن منطقة أبيي المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان سودانية وستظل كذلك، وتعهد بإنهاء التمرد وتحقيق السلام في إقليمي كردفان ودارفور، فيما سقط عشرات القتلى أمس في هجوم لمتمردي «الحركة الشعبية- الشمال» على منطقة كالوقي في ولاية جنوب كردفان المضطربة. وانتقد البشير المتمردين بشدة، وقال في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره في مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان أمس: «إنهم مأجورون ويحاربون من أجل قضية ليست قضيتهم». ودعا المتمردين والمعارضين إلى طاولة حوار وطني للمصالحة والوفاق، مؤكداً أن البلاد تسع الجميع. وأضاف البشير: «رسالة واحدة نرسلها من هنا من الفولة للشباب المخدوعين الذين لا يزالون يحملون السلاح، عليهم أن ينظروا لبرنامج السودان الجديد الذي تطرحه الحركة الشعبية ماذا فعل في جنوب السودان». وتابع: «لا نريد للدمار الذي حدث هناك أن ينتقل إلى هنا». في غضون ذلك، تجددت المواجهات في ولاية جنوب كردفان، حيث هاجم متمردو «الحركة الشعبية» أمس، مدينة كالوقي كبرى مدن محافظة قدير. وقال مسؤول محلي ل «الحياة» عبر الهاتف، إن المتمردين قصفوا المدينة بالصواريخ ما أدى إلى مقتل وإصابة 22 مدنياً وتدمير منازل ومنشآت، مؤكداً أن القوات الحكومية صدت المتمردين وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وغنمت سيارتين محملتين بالأسلحة. إلى ذلك، اتهم متمردو «الحركة الشعبية – الشمال» الحكومة السودانية أمس، بعرقلة عملية تسليم 22 موظفاً حكومياً إلى ذويهم، بعد احتجازهم في منطقة كانوا يعملون بها في ولاية النيل الأزرق المتاخمة لدولة جنوب السودان، بعد سيطرة الحركة عليها. وفي شأن آخر أعلنت الحكومة الأثيوبية استئناف عملية السلام الرامية إلى إنهاء النزاع في دولة جنوب السودان وفق آلية جديدة، عقب فشل الأطراف المتحاربة في التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع الذي اندلع منذ 15 شهراً. وقال الناطق باسم الخارجية الأثيوبية مولوغيتا تولدي إن جولة جديدة من المحادثات بين طرفي النزاع ستبدأ في نيسان (أبريل) المقبل. وأضاف أن هناك آلية جديدة تضم إضافة إلى دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد»، كل من الاتحاد الأفريقي والدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن والنروج، العضو في مجموعة الترويكا التي تضمها إلى جانب بريطانيا والولايات المتحدة. كما توقع الديبلوماسي الأثيوبي مشاركة كل من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزعيم المتمردين رياك مشار في المفاوضات بشكل «حقيقي ومسؤول»، بعد تعليقها في 6 من آذار (مارس) الجاري، إلى أجل غير مسمى، إثر فشل طرفي النزاع في التوصل إلى اتفاق بعد انتهاء المهلة المعطاة من قبل وسطاء «إيغاد».