لا يكفيك للوقوف على عمق قضايا الرشوة والتلاعب بالنتائج في منافسات البطولة المحلية السعودية وخصوصاً في دوري الدرجة الأولى الاستماع إلى تصريح لاعب نادي الدرعية علاء مسرحي، الذي أكد أن مباراة فريقه أمام القادسية والتي انتهت بفوز الأخير بسداسية نظيفة كانت مثار شبهة. رحلة الاتهامات التي تطاول مباريات الجولات الأخيرة في منافسات «دوري المظاليم» بدأت منذ أعوام، بل أن آثار سقوط أحد أندية الممتاز إلى دوري الدرجة الأولى نقل عدوى هذه الاتهامات إلى درجة أعلى. المشهد الأبرز في تاريخ القضايا الرياضية السعودية وتُهم التلاعب في المباريات كان الحديث المسجل، الذي جمع حارس مرمى نادي نجران جابر العامري باللاعب تركي الثقفي حين لعب الأخير دور الوسيط بين عضو شرف وحداوي والحارس بهدف حصول الأخير على مبلغ مالي يدفعه إلى تسهيل المباراة على الوحدة وقبول الأهداف، قبل أن يرفض الحارس العرض، ويبث التسجيل على الملأ لتنتهي القضية من دون معاقبة أحد. إذاً ما الجديد في حديث اللاعب علاء مسرحي؟. كان المشهد اللافت في حديث لاعب نادي الدرعية هو الصراحة العالية، والاتهام الواضح، ليكرر بذلك المشهد ذاته الذي حدث مع جابر العامري، لكن الأبرز في ما يحدث اليوم هو التوقيت، إذ يأتي هذا الاتهام قبل خمس جولات كاملة من نهاية منافسات دوري الدرجة الأولى، كما يأتي كاختبار قوي للاتحاد السعودي «المنتخب»، وقدرته على التعاطي مع موقف من هذا النوع. التنافس المحتدم جداً على البقاء والصعود في دوري الدرجة الأولى بات محكوماً بخمس مباريات لكل فريق، وفرص الصعود متاحة بشكل وافر لخمسة أندية على الأقل هي النهضة والقادسية والوحدة والطائي والاتفاق، إضافة إلى اثنين يملكان رقمياً على الأقل فرصة للصعود هما الجيل والوطني، على رغم صعوبة فرصهما. يحتل القادسية الطرف المتهم في حديث اللاعب علاء مسرحي المركز الثاني، وستكون مبارياته المقبلة مثاراً للاتهام المبني على أحاديث ماضية، في المقابل تبحث فرق مختلفة من أصحاب التاريخ الكبير وبرغبة جامحة عن الخروج من هذا الدوري على رأسها الغريم التقليدي للقادسية الاتفاق، الذي هبط في مفاجأة لافتة الموسم الماضي إضافة إلى الوحدة الذي عانى الأمرين بعد هبوطه إلى هذا الدوري، إثر اتهامه بالتلاعب في نتائج مباراته مع التعاون عام 2011. حديث علاء مسرحي سيكون المحور الأساس في منافسات دوري «المظاليم» في الجولات المقبلة، ونجاح أي طرف في التأهل سيظل مثاراً شك وجدل، والتصاريح المدوية ستظل تلاحق المباريات كافة، وبناء الرأي على أحاديث لاعب نادي الدرعية ستكون اللغة الموحدة لكل المتنافسين، وأمام ذلك ستتسع دائرة المتهمين، فهل تنتهي القضية هذه المرة بكم وافر من المتهمين من دون مدان كما حدث في قضية الثقفي والعامري، أم تجد الحقيقة طريقها إلى النور؟.