عادت الطفلة المفقودة «رزان الغامدي» (13 عاماً) إلى منزل ذويها في جدة أمس، بعد أن استنفرت الأجهزة الأمنية والفرق التطوعية للبحث عنها منذ إختفائها بظروف غامضة الأحد الماضي، إذ فوجىء ذووها باتصال هاتفي أمس (الأربعاء)، من شخص «غريب» يبلغهم بأن أبنتهم في حالة صحية جيدة وستعود إليهم خلال ساعات. ويروي عاطف الغامدي (شقيق رزان) ل «الحياة» قصة اختفائها إلى حين عودتها إلى منزلها، إذ قال : «إن شقيقته تبلغ من العمر 13 عاماً، وتدرس في الصف الثاني المتوسط، وأن أسرتها فقدتها الأحد الماضي، وذلك أثناء تنزه الأسرة في ممشى يقع خلف منزلهم بحي الواحة في محافظة جدة. وأضاف إن رزان غابت عن الأنظار بشكل مفاجئ، إذ كان الممشى عصر الأحد الماضي مزدحماً بالناس، ولا يوجد مؤشر للقلق، لكنها اختفت فجأة، وكانت الأسرة تتوقع عودتها سريعاً بعد انتهائها من اللعب في المتنزه، إلا أنه في واقع الأمر اختفت في ظروف غامضة. وأوضح عاطف أنه في اليوم الذي فقدت فيه شقيقته، أفاد عدد من المواطنين الذين كانوا في ممشى الحي أنهم شاهدوا الطفلة برفقة سيدة من الجنسية الأفريقية، وهي تسير ممسكة بيدها، كما أن الطفلة كانت تصدر أصواتاً غريبة وغير مفهومة، ليخطر في أذهان المارة أنها تسير مع خادمتها، وأن رزان تعاني مشكلات في النطق. ولفت عاطف إلى أن والدته تعيش حالاً نفسية سيئة جداً، إذ يتم إعطاؤها عقاقير «منومة» بشكل مستمر حتى لا تفيق وتزداد حالها النفسية سوءاً، خصوصاً أن «رزان» طفلتها قبل الأخيرة والمدللة. وأشار عاطف إلى أنه أبلغ شرطة المحافظة والجهات الأمنية بالحادثة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، منوهاً إلى أنه تلقى اتصالات من عدد من الفرق التطوعية والمواطنين الذين بادروا في البحث عن الطفلة في طرقات وأزقة المدينة. وقال : «فوجأنا أمس الأربعاء بوقوف سيارتين أحدهما أجرة عامة، أمام باب المنزل، لتنزل رزان من سيارة الأجرة، وعلى الفور تمكن عدد من أفراد الأسرة محاصرة السيارتان، إلى حين حضور الدوريات الأمنية، التي باشرت التحقيق مع السائقين، لمعرفة تفاصيل حادثة الخطف الغريبة هذه». وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت منذ الأحد الماضي نبأ اختفاء «رزان»، إذ ظهرت العديد من الهاشتاغات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، من بينها ما حمل عنوان «مفقودة جدة»، «رزان ناصر الغامدي»، «البحث عن الطفلة المفقودة رزان الغامدي»، وغيرها من رسائل «واتساب» تدعو إلى تشكيل فرق تطوعية للبحث عن الطفلة. وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الرسمي لشرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم عاطي القرشي، إلا أنه لم يستجيب لاتصالات الصحيفة المتكررة. «استشاري»: الطفلة بحاجة إلى عرضها على اختصاصي نفسي أكد استشاري في الطب النفسي أن نسب هرب الأطفال من منازل آبائهم ضعيفة جداً، إلا في حال عيش الطفل تحت ضغط نفسي شديد جداً، وجو عائلي يشوبه الاضطهاد. وقال الاستشاري في الطب النفسي الدكتور حاتم الغامدي ل «الحياة» إن تخويف وتهديد الأطفال يمكن أن يتسبب في صدمة عاطفية قوية جداً تتسبب في تشتت مشاعر الطفل، ما يجعله يفقد سيطرته على سلوكه الطبيعي، وقدرته على الدفاع عن نفسه، ليصل إلى مرحلة الاستسلام الكامل، موضحاً أن سبب ذلك يكمن في توقعات الطفل بحدوث ما هو أسوأ مثل الموت وفقدان الأهل. وأشار إلى أن تهديد الطفل بصوت عالٍ، أو بأداة حادة، أو غيرهما، قد يجعل يصدر تصرفات غير طبيعية. وعن التصرف السليم في حال عودة الطفلة رزان إلى أسرتها، أجاب بأن الطفلة ستكون بحاجة ماسة لعرضها على استشاري نفسي، ليجعل الحادثة التي حصلت لها أمراً طبيعياً، لكي لا تلوم نفسها على ما حدث. وعن إمكان هرب الطفلة «رزان» من منزل أهلها، أجاب الغامدي بأنه يستبعد بشكل كامل هربها من ذويها، لاسيما وأنها لا تزال طفلة لم تتجاوز ال13 من عمرها، إذ إن الهرب مستبعد في حياة الأطفال، إلا في حال كان الطفل يعيش في ضغط نفسي سيئ جداً، وجو يشوبه الاضطهاد والعنف من الوالدين، مشدداً على أن أسباب ونسب هرب الأطفال من منازل آبائهم ضعيفة جداً.