أكدت مصادر موثوقة في حركة «حماس» أن «ملف صفقة الأسرى لم ينجز بعد»، معتبرة الحديث عن قرب إبرامها وإطلاق سراح الجندي الأسير في غزة غلعاد شاليت «تفاؤلاً في غير موضعه». ولفتت إلى أن «المفاوضات لا تزال جارية، وهناك تفاصيل دقيقة لم تحسم بعد والتطور الإيجابي الذي جرى لا يصل على الإطلاق إلى درجة إتمام الصفقة». وكان وفد برئاسة القيادي في «حماس» محمود الزهار وصل إلى مصر من غزة أمس لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين في شأن صفقة الأسرى. ومن المفترض أن يكون وفد آخر من دمشق وصل مساء أمس. واتهمت مصادر في «حماس» إسرائيل بأنها «تتعمد التصعيد في الحديث عن صفقة الأسرى وبث موجة من التفاؤل في الأجواء وتسرب أن الصفقة على وشك أن تبرم وأنها قاب قوسين وأن الكنيست والحكومة سيجتمعان من أجل تسهيل إنجاز الصفقة والموافقة على إطلاق سراح أصحاب المحكوميات الكبيرة كنوع من الضغط علينا». ورأت «أنهم يريدون إشاعة التفاؤل في الأوساط الفلسطينية وبين عائلات المعتقلين كي يصبح ذلك عامل ضغط علينا فنتساهل أمام شروطهم ونخضع لمطالبهم»، مشددة على أن «حماس لن تخضع لهذا الابتزاز، فمطالبنا واضحة ونريد موافقة نهائية عليها». واتهمت إسرائيل ب «المراوغة»، مشيرة إلى أن الصفقة في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت «كانت على وشك الإنجاز، لكن في اللحظات الأخيرة وضعت إسرائيل شروطاً وتفاصيل عرقلت وأوقفت المفاوضات، بل جمدتها، بعدما كانت قد وافقت على كل التفاصيل». وأكدت أن «موقف الحركة هو إنجاز صفقة تتضمن إطلاق سراح 450 معتقلاً منهم 70 اسماً من أصحاب المحكوميات العالية وكذلك شخصيات بارزة منها سعدات والبرغوثي»، مشيراً إلى أن «هؤلاء هم لب الصفقة والنساء والأطفال والوزراء والنواب ثم إطلاق سراح 220 لاحقاً دفعة ثانية ضمن معايير متفق عليها بين الجانبين». وشددت المصادر على جدية «حماس» في مفاوضاتها التي تجرى في غزة. وقالت: «نحن مستعدون إلى أن نذهب إلى آخر الشوط، لكن ضمن مطالبنا المعروفة والثابتة، لأنها قضية وطنية تتعلق بكل الشعب الفلسطيني وليست قضية سياسية». وأضافت: «لسنا في عجلة من أمرنا كي نبدي أي تنازلات... هناك تقدم في الملف ولن نوقع الصفقة ونطلق سراح شاليت قبل الاستجابة لجميع مطالبنا». ورأت أن «الحديث عن تاريخ محدد (لإتمام الصفقة) فيه كثير من التضليل»، لافتة إلى أن «حماس لن تخضع للتسريبات التي تتعمد إسرائيل ترويجها... لن نقبل شروط إبعاد بعض المعتقلين ولن نخضع للضغوط ونحن من يقرر أن هذا المعتقل أو ذاك من الأفضل لتأمين حياته أن يكون خارج الوطن في بلد عربي ما على سبيل المثال». في غضون ذلك، قال الناطق باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي ل «الحياة» إن «من المبكر الحديث عن أن الصفقة على وشك الإنجاز أو الخوض في تفاصيل أين سيتم تسليم شاليت»، مشدداً على أن «الصفقة لم يتم إنجازها ولا داع لاستباق الأمور». وأكد أن «هناك تطوراً في المواقف وهناك حراكاً إيجابياً، لكن هناك أموراً وتفاصيل لا تزال في حاجة إلى المناقشة قبيل إنجاز الاتفاق». وأضاف أن «الملف يشهد بعض التقدم والتطور الإيجابي، لكن مازالت هناك إشكالات» رفض الخوض فيها، لكنه ألمح إلى أن مصير عدد من الأسرى أصحاب المحكوميات العالية وأماكن إقامتهم عقب إطلاق سراحهم مسألة ما زالت خاضعة للنقاش ولم يتم التفاهم في شأنها.