عرض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل في موسكو أمس، «خطتهما» لتسوية أزمة شرق أوكرانيا، بعد ساعات على تقديم مركل الخطة ذاتها للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في كييف. وفي افتتاح مؤتمر الأمن الدولي السنوي في ميونيخ، حذرت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فو در لين من أن إرسال الغرب أسلحة الى الجيش الأوكراني «قد يؤجج النزاع في أوكرانيا، لأنه يصب الزيت على النار، ويبعدنا عن الحل المطلوب». وأضافت: «هناك أسلحة أكثر من اللازم في أوكرانيا، والدعم الروسي بالأسلحة للانفصاليين لامحدود». ووصفت صحيفة «سودوتشي تسايتونغ» الألمانية خطة مركل– هولاند بأنها «آخر فرصة تقدم لأوكرانيا لتفادي هزيمة عسكرية وانهيار اقتصادي»، مشيرة إلى أن بوتين سيتبلغ تحذيراًَ بأنه سيخضع لعقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي. وفي مؤشر إلى الوضع الخطر شرق أوكرانيا، بعد إعلان الانفصاليين نيتهم مهاجمة مدينة ماريوبول، آخر مدينة تخضع لسيطرة الجيش الأوكراني في الشرق، أبرمت كييف معهم اتفاق هدنة لساعات لإجلاء مدنيين من بلدة ديبالتسيفي التي شهدت معارك ضارية في الأيام الأخيرة. وأبلغ مصدر في الكرملين «الحياة»، أن «المحادثات حاسمة، لأنها تنطلق من أفكار تراعي خطة السلام التي قدمها الرئيس فلاديمير بوتين في وقت سابق، وتضمنت 9 بنود، بينها منح الأقاليم الشرقية وضعاً خاصاً ضمن دولة أوكرانيا، ولكن يستبعد تحقيق اختراق فوري لإنهاء الصراع». كذلك، تلحظ «الخطة» تقديم ضمانات أوروبية للروس بعدم انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي (ناتو)، في مقابل اعتراف موسكو بوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، ووقف كل أشكال التدخل العسكري المباشر أو غير المباشر في البلد الجار. وتتناول الخطة أيضاً آليات لتطبيق عاجل لاتفاق مينسك الذي أبرمته سلطات كييف مع الانفصاليين الموالين لروسيا مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي لوقف النار في شرق أوكرانيا، وإدخال قوات دولية للفصل بين الطرفين عند مواقع خطوط التماس. وسبقت اجتماع الكرملين الثلاثي مفاوضات جمعت ديبلوماسيي روسياوفرنسا وألمانيا خلف أبواب مغلقة في مقر الخارجية الروسية، ما أوحى بأن «ورقة العمل» التي يحملها هولاند ومركل ناقشها خبراء قبل أن تنتقل إلى المستوى الرئاسي. وكان لافتاً خفض مركل، بعد زيارتها كييف، سقف التوقعات الخاصة ب «ورقة العمل»، إذ قالت في مؤتمر صحافي في برلين: «نبذل ما في وسعنا عبر زيارتين الى كييف وموسكو للحض على إنهاء إراقة الدماء في أوكرانيا في أقرب وقت، وإعادة تفعيل اتفاق مينسك لوقف النار، لكننا لا نعرف إذا كان ذلك سيتحقق اليوم، أو سنحتاج إلى مزيد من المحادثات». وفي تلميح إلى أن الخطة المقترحة قد لا تتضمن تحديد وضع شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا والتي ضمتها روسيا إلى أراضيها في آذار (مارس) الماضي، قالت مركل: «لن أشغل نفسي بقضايا تتعلق بأراضٍ. مهمة كل دولة أن تدير هذه المفاوضات بنفسها، ولا أسافر مع الرئيس الفرنسي إلى موسكو كوسطاء محايدين. المسألة تتعلق بمصالح فرنسا وألمانيا وقبل كل شيء مصلحة الاتحاد الأوروبي».