يبدو أن فرص خروج الرئيس بشار الأسد من الأزمة السياسية سالماً باتت أكبر من أي وقت مضى منذ بدئها قبل أربع سنوات. فقد تلاشت الأيام عندما كان ظهوره الإعلامي يُعد حدثاً إخبارياً. ومما لا شك فيه أن الحرب أضعفته لكنه لا يزال أقوى من المجموعات التي تقاتل من أجل الإطاحة به. ومع اقتراب الذكرى السنوية الرابعة للأزمة فإن دعوات خصومه الغربيين التي كانت تدعو باستمرار إلى رحيله باتت قليلة. وبدل ذلك تحوّل انتباههم إلى محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يعتبر عدواً مشتركاً. وأجرى الأسد خمس مقابلات صحافية منذ كانون الأول (ديسمبر)، وكانت ثلاث منها مع وسائل إعلامية مقراتها في الدول الغربية الأكثر معارضة لحكمه. لكن لا يبدو أن محاولاته ستضع حداً لعزله في دول الغرب وأعدائه العرب. ويستبعد المسؤولون الغربيون فكرة إعادة طرح الأسد كشريك في القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهم يأملون أن تصل إيران وروسيا - أبرز حلفاء الأسد - إلى الخلاصة نفسها. وقال مسؤول رفيع في الشرق الأوسط على اطلاع بالسياسة السورية والإيرانية: «الإيرانيون ما زالوا يعتبرون الأسد الرجل الأول». وأضاف المسؤول الذي فضل عدم كشف هويته لأن تقييمه استند إلى محادثات خاصة «إن الأسد نقطة الارتكاز في علاقتهم (الإيرانيين) مع سورية». ويشكل الدور البارز الذي لعبه «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران في المعركة بالجنوب السوري أحدث مثال على عزم حلفاء الأسد الوقوف إلى جانبه. كما أن المستشارين الإيرانيين موجودون على أرض المعركة وهذا ما يتماهى مع الوضع في العراق حيث يساعد الإيرانيون في الإشراف على العمليات ضد تنظيم «الدولة». وقال المسؤول: «النظام سيبقى منشغلاً وستبقى الخروقات هنا وهناك. المعركة في سورية ما زالت طويلة جداً لكن من دون تهديدات وجودية على النظام». ومني الجيش السوري والقوات المتحالفة معه بخسائر كبيرة في العام الماضي. وحتى مع القوات الجوية، فإن الجيش السوري لم يستطع توجيه ضربة قاضية للمسلحين في بعض المعارك المهمة مثل حلب. وقد صد المسلحون هجوم الجيش الأخير الذي كان يهدف إلى تطويق أجزاء يسيطر عليها المقاتلون في حلب. ووفقاً ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فإن 150 جندياً على الأقل قتلوا من الجيش والقوات المتحالفة معها في هذه العملية. لكن لا حلب ولا أجزاء من البلاد التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في الشرق تهم الأسد بقدر أهميته بالممر الأرضي الذي يمتد من دمشق إلى الشمال عبر مدينتي حمص وحماة ومن ثم غرباً إلى الساحل. والمعركة لسحق المسلحين التي تمتد من دمشق إلى الجنوب إلى الحدود مع الأردن وإسرائيل من شأنها القضاء على واحدة من آخر التهديدات الكبيرة لحكم الأسد في حال فوز الجيش وحلفائه. وفي حال قررت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها العرب زيادة الضغط على الأسد فإنها يمكن أن تزيد الدعم العسكري لما تسميه «المعارضة المعتدلة» في الجنوب عبر الأردن.