القدس المحتلة - أ ف ب - نفت حركة «حماس» أنها قدمت عرضاً لاسرائيل في شأن اتفاق هدنة، كما نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صحة تقارير أفادت بتراجعه عن التزام أعلنه في 2009 بالسعي للتوصل لحل سلمي مع الفلسطينيين يقوم على أساس وجود دولتين. وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري إن «الحقيقة أن بعض الأطراف الدولية قدمت مقترحاً للحركة في هذا الشأن، والحركة لم تعطِ رداً» في اشارة الى منسق الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط المنتهية ولايته روبرت سيري. وكان سيري أعلن خلال لقاء مع عدد من ممثلي وسائل الاعلام في غزة، من بينها «الحياة» في الثاني من الشهر الجاري عن مبادرة جديدة لحل أزمات قطاع غزة تتضمن «هدنة» بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل لمدة خمس سنوات، تحت مظلة حكومة التوافق الوطني، يتم خلالها اعادة اعمار قطاع غزة، وتجميد النشاطات العسكرية تحت الأرض وفوقها، ورفع الحصار كلياً وفتح كل المعابر. وأضاف أبو زهري في تصريح صحافي مقتضب أمس أن «هذا الموضوع يجب أن يُعالج من خلال بحث وتوافق وطني». وكان موقع «واللا» العبري أشار أمس الى رسائل بعثتها حركة «حماس» الى اسرائيل عبر ديبلوماسيين على علاقة وثيقة بمحادثات التهدئة أبدت خلالها موافقتها على وقف اطلاق النار مع اسرائيل لمدة خمس سنوات، في مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة. وقال الموقع إن «حماس أبدت استعدادها لوقف اطلاق نار طويل الأمد مع اسرائيل في مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة». ونسب الموقع الى «مصدر سياسي اسرائيلي وصول هذه الرسائل التي جاءت عبر تفاهمات بين حماس وديبلوماسيين على علاقة وثيقة مع محادثات التهدئة»، مشيراً الى أن «الموقف الاسرائيلي في شأن هذه المقترحات سيأتي بعد انتخابات الكنيست الاسرائيلي». وأضاف المصدر للموقع أن «سيري والقنصل السويسري بول جرنيا هما من توصلا الى هذه التفاهمات مع حماس اخيراً، حيث زار القنصل السويسري الشهر الماضي قطاع غزة والتقى مع مسؤولين في حركة حماس، بينهم (نائب رئيس مكتبها السياسي) موسى أبو مرزوق و (القياديان) غازي حمد وباسم نعيم». ولم تكن هذه الزيارة هي الأولى للقنصل السويسري العام لقطاع غزة. الى ذلك، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي صحة تقارير أفادت بتراجعه عن التزام أعلنه في 2009 بالسعي للتوصل الى حل سلمي مع الفلسطينيين يقوم على أساس وجود دولتين. وتم توزيع كتيبات نهاية الاسبوع الماضي على الكنس اليهودية فيها اسئلة واجوبة للاحزاب الرئيسية التي ستشارك في الانتخابات التشريعية الاسبوع المقبل، وفيها اجابة من حزب «ليكود» اليميني الذي يتزعمه نتانياهو حول سؤال عن اقامة دولة فلسطينية. وقالت الاجابة ان «رئيس الوزراء اعلن للجمهور في خطابه في بار ايلان لاغ» في اشارة الى خطاب القاه نتانياهو ووافق فيه للمرة الاولى على ضرورة اقامة دولة فلسطينية كجزء من اتفاق سلام. وأكد متحدث باسم نتانياهو انه «لم يقل شيئاً مماثلاً» ولكنه اشار الى ان الوقت غير مناسب للانسحاب وتسليم اراض للفسطينيين في الظروف الحالية. وأضاف ان «نتانياهو يؤكد منذ سنوات انه مع الظروف الراهنة في الشرق الاوسط فإن اي اراض يتم تسليمها (للفلسطينيين)، ستستولي عليها عناصر اسلامية متطرفة». وكانت متحدثة باسم «ليكود» أوضحت في وقت سابق ان التصريحات في الكتيب لا تعكس آراء الحزب بل تعبر عن آراء شخصية للنائب من الجناح المتطرف للحزب تسيبي حوتوفلي. وكتبت حوتوفلي ايضاً في الكتيب ان «سيرة نتانياهو السياسية برمتها هي معركة ضد اقامة دولة فلسطينية». ولم يتم طرح موضوع اقامة دولة فلسطينية كثيراً في الحملة الانتخابية للانتخابات التي ستجري في 17 من الشهر الجاري. وتأتي هذه الاتهامات في شأن الصراع الفلسطيني في إطار حملة شرسة تسبق الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأي إلى تساوي نتانياهو مع أكبر منافسيه اسحق هرتسوغ الذي ينتمي إلى المعسكر الصهيوني الذي يمثل يسار الوسط، والذي يقول أنه سيسعى إلى استئناف محادثات السلام.