عاد الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر عن قراره تجميد الجناح العسكري لتياره «سرايا السلام» وأمر أنصاره بالتعاون مع الجيش «لإنجاح الحكومة»، والمشاركة في تحرير الموصل، فيما واصلت القوات العراقية تقدُّمها في اتجاه تكريت فسيطرت على عدد من القرى، وكان متوقعاً أن تدخل مدينة العلم لقطع الإمدادات عن مسلحي «داعش» (للمزيد). إلى ذلك، نقلت وكالتا «مهر» و «ارنا» عن رئيس الأركان الإيراني اللواء حسن فيروز آبادي، وقائد القوات البرية الجنرال أحمد رضا بوردستان قولهما أمس أن العراق يشكّل «عمقنا الإستراتيجي... ومن الطبيعي مساعدته في حربه على الإرهاب». وقال الناطق باسم الهيئة السياسية لتيار الصدر جواد الجبوري ل «الحياة» إن «قرار تجميد نشاط مقاتلي سرايا السلام كان لإعطائها إجازة، فضلاً عن إعادة هيكلة التنظيم بما ينسجم ومتطلبات المواجهة مع عصابات داعش الإرهابية». وأضاف: «إلغاء قرار التجميد فيه رسائل إلى الشركاء وإلى سرايا السلام أيضاً، مفادها أن الهمّ الأكبر هو إسناد الحكومة وإنجاحها لا البقاء مدججين بالسلاح، إلى جانب التزامنا الكامل أوامر المرجعية الدينية فضلاً عن تقوية ذراع الجيش والشرطة في ضرب عصابات داعش الإرهابية». وأشار إلى أن «السرايا كان لها الدور الأبرز في تحرير مناطق مهمة، مثل سامرّاء والبحيرات، وسلمتها بعد تحريرها إلى السلطات الرسمية، وها هي السرايا تعود اليوم لممارسة نشاطها في تحرير المناطق والمدن التي تسيطر عليها العصابات، وذلك بالتنسيق مع الجيش والشرطة وفصائل المقاومة الشريفة». وقال الصدر في قرار إعادة نشاط مسلحيه: «بعد قرار الحكومة البدء بحشد (القوات) لتحرير محافظة الموصل الحبيبة، وبعد تراخي أهاليها والرضوخ النسبي لشذّاذ الآفاق، صار لزاماً علينا إعطاء الأمر إلى مسؤول سرايا السلام للتنسيق مع الجيش والحكومة بعد إنهاء التجميد، والعمل وفقاً لما يرضي الله والمرجعية والشعب المظلوم». واعتبر أن «اشتراك السرايا في القتال سيُقلّل حدة التصاعد الطائفي والاحتقان ضد السنّة غير الدواعش». وجدّد انتقاده تصرفات «الميليشيات الوقحة التي تسيء إلى سمعة الإسلام والمذهب». في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري أن «قوات الأمن العراقية اقتحمت الجهة الشرقية لأبو عجيل، وتحديداً قضاء الدور الذي تسيطر عليه أربعة أرتال للحشد الشعبي والجيش». وأضاف أن «قوة أخرى من فوج الشهيدة أمية الجبارة وعمليات دجلة المدرعة والحشد الشعبي ما زالت متمركزة في أطراف ناحية العلم استعداداً لاقتحامها». وأوضح مصدر آخر أن «طيران الجيش شنّ فجراً (أمس) غارات على مواقع داعش في بلدة العلم شرق تكريت، أدت إلى قتل الوالي العسكري للتنظيم في المدينة». وفي الأنبار أعلنت وزارة الداخلية إحباط هجوم ل «داعش» على مخفر أركبان الحدودي، غرب المحافظة». ومن على متن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» في مياه الخليج، نقلت وكالة «اسوشييتدبرس» عن رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي قوله أن لا حاجة لإرسال مزيد من الخبراء الأميركيين الذين يدربون الجيش العراقي أو من المستشارين. وانتقد جهوزية بعض وحدات الجيش. وفنّد انتقادات لعدم كفاية غارات التحالف على «داعش»، مشيراً إلى أن التنظيم طوّر تكتيكاته ومشدداً على ضرورة تفادي طيران التحالف المدنيين. وكان متوقعاً أن ينتقل ديمبسي إلى العراق، للبحث في حملة التحالف على التنظيم. في دبي (رويترز) أعلنت شركات طيران الإمارات و «فلاي دبي» و«الإتحاد» الإماراتية في بيانات منفصلة أمس أنها علّقت رحلاتها إلى إربيل بسبب الأوضاع الأمنية.