ثقافة الاعتذار ما زالت غائبة حتى اللحظة، فبالأمس أقلعت الرحلة 1070 والتي كان من المقرر لها أن تغادر مدينة الرياض في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف وغادرت الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق من دون كلمة اعتذار واحدة ومن دون تبرير أو تفسير عن التأخير.. لم تختلف رحلة العودة عن رحلة الذهاب، فرحلة الذهاب أيضاً حدث فيها تأخير، الفرق الوحيد أن الكابتن أعلن أسفه وأرجعه لخلل فني مفاجئ استلزم الإصلاح والاطمئنان على سلامة الطائرة، ولم يغضب أحد فسلامة الركاب أهم من نصف ساعة انتظار. في كل مرة أسافر على الخطوط السعودية أتعرض للموقف نفسه. وبعيداً عن التأخير وبعيداً عن عدم الاعتذار تستوقفني كثيراً الربكة التي يظهرها البعض رجالاً ونساء والتي تستلزم تدخل المضيفات والمضيفين عندما يطلبون موافقتك وعدم ممانعتك في جلوس راكب من الجنس الآخر بجانبك، هذا الموقف لا نراه في الخطوط الأخرى، والذي يتطلب منك التعاون بالانتقال السريع إلى مقعد آخر ولا أدري ما هو المقترح المناسب مع هذا الموقف المتكرر، الاقتراح الأسهل الذي أقدمه لهؤلاء هو أن يحجزوا مقعدين أو ثلاثة مقاعد حتى يضمنوا عدم جلوس (راكب من الجنس الآخر) بجانبه أو أن تتفضل مكاتب الحجز بوضع علامة (x) بجانب اسم كل سيدة، وعليه فان على الموظف تعريف الراكب وأخذ موافقته على اختيار مقعد آخر أو التوقيع بقبول الوضع الحالي! حتى تقلع الرحلة من دون تبديل في مقاعد الجلوس على رغم أنني أؤمن يقيناً بأهمية عدم تبديل المقاعد لأسباب أمنية، ولا أعلم ما الذي يدفع البعض لاحداث ربكة وتغييرات ليس لها معنى ولا يستطيعون فعلها إلا على خطوطنا فقط، فالخطوط الأخرى لا تقبل أن يكون سبب التبديل والانتقال من مقعد لمقعد (خصوصاً لو الطائرة مزدحمة) لأن الراكب (جنبه حرمة)! اعترض أحد المواطنين على (خلعه) بحجة أنه مدخن وأنه عاد للتدخين على رغم أنه وعد زوجته بأنه (مقلع)، هذه الحادثة تداعب خيالي وأستدعيها بسرعة من مخيلتي عندما أقرأ عن زوجة لمدمن (انتظرت سبع سنوات) حتى يتم الحكم لها وبعد العديد من الجلسات والإثباتات وشهادة الشهود واعتراف الزوج نفسه بأنه حاول قتلها مرتين (فان عليها أن تعوضه برد المهر له) وبعدم مطالبتها بحضانة الأطفال، ودائماً ما أسال نفسي أيهما أخطر على المجتمع مدخن التبغ الذي خلع سريعاً أم تطليق زوجة مدمن هيروين حاول قتلها مرتين وامتنع عن الصرف عليها وتعليقها وبعد انتظار سبع سنوات تحول قضيتها للجنة اصلاح ذات البين؟ ربما تعليق الزوجة المقهورة أضحكني وأبكاني في آن واحد لأن اللجنة أخبرتها بانه «حتى اللحظة لم يقتلك وبإمكاننا معالجة الأمر (تعليق الزوجة: لو قتلني فلن أكون هنا لأطالب بتطليقي منه من دون عوض). ما زلت أتابع التعليقات والأخبار بشأن ظهور ثلاث من السيدات المنقبات على احدى القنوات الفضائية في برنامج يخص المرأة على رغم كرهي الشديد للتصنيفات فكل ما يهم المرأة يهم المجتمع بصفتها نصفه الذي يربي النصف الآخر ويلده ويرضعه ويتزوجه أيضاً، أعود للشكل الجديد الذي ظهرت عليه المذيعة والضيوف، وأقترح أن يتم استبدال كلمة أعزائي المشاهدين والتي تستهل بها البرامج الخاصة بالتلفزيون إلى جملة واحدة تليق بالشكل الذي رأيناه وهو أعزائي المستمعين فقط! [email protected]