أمام عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين شاركوا مساء أمس (السبت) في تظاهرة في تل أبيب ضد سياسات اليمين تحت عنوان "إسرائيل تريد التغيير"، انتقد الرئيس السابق لجهاز "موساد" مئير داغان استخدام رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أسلوب التخويف من القضايا الأمنية التي تواجه إسرائيل عموماً، والملف النووي الإيراني في شكل خاص. وسعى المتحدثون في التظاهرة إلى الرد على حملة نتانياهو الذي يركز على إشاعة الذعر من المشروع النووي الإيراني وحركة "حماس". وقال داغان في كلمته "نستحق قيادة لا تمتهن التخويف. إسرائيل دولة محاطة بالأعداء، لكنهم لا يخيفوننا. أنا أتخوف من قيادتنا، أتخوف من فقدان الإصرار، وأخشى التردد والجمود". وأضاف "أزمة القيادة هي أكثر ما يخيفني، وهي أشد الأزمات التي واجهتها إسرائيل حتى اليوم". وأضاف "نتانياهو يقود السلطة منذ ست سنوات، لكنه لم يقم بأي خطوة حقيقية لتغيير وجه المنطقة أو لايجاد مستقبل أفضل". وقال موجهاً حديثه إلى نتانياهو "في عهدنا أدارت إسرائيل أطول حرب منذ حرب التحرير. فكيف تكون مسؤولاً عن مصيرنا إذا كنت تخاف من تحمل المسؤولية؟". وتطرق داغان إلى الخطة النووية الإيرانية، مؤكداً أنها "فعلاً تشكل خطراً حقيقياً، لا أحد في إسرائيل او في الولاياتالمتحدة يختلف على ذلك. يجب معالجة هذه المشكلة بحكمة، وتجنيد الولاياتالمتحدة إلى هذه المهمة وليس محاربتها. نحن نستحق قيادة تحدد جدول أولويات جديدا". من جهته، قال الجنرال (في الاحتياط) عميرام ليفين، إنه "قبل 41 عاماً أزيل عملياً التهديد الوجودي لإسرائيل، إذن فليكفوا عن رواية الحكايات. وعلى رغم ذلك تحكي لنا القيادة أن هناك من يريد إبادتنا، هذا كذب. إذا واصلنا التمسك بحلم أرض إسرائيل الكبرى، سنفقدها كلها". وذكر أن "القيادة الحالية برئاسة نتانياهو تقودنا نحو نهاية الصهيونية. المبادرة السياسية والمفاوضات لا تشكل خطراً علينا بل تقوينا في الداخل والخارج". وكان حزب "ليكود" علق على التظاهرة الضخمة بالقول إنها "جزء من حملة اليسار الممولة بملايين الدولارات من الخارج، بهدف استبدال سلطة ليكود القومية برئاسة نتانياهو، بحكومة يسارية برئاسة تسيبي ليفني". وهاجم رئيس الاستخبارات السابق بالقول إن "الخطيب المركزي مئير داغان شخص يساري في أفكاره، من الغريب أنه يدعي اليوم أنه لا يؤمن بالقيادة الحالية، بينما طلب بنفسه تمديد فترته كرئيس لموساد تحت قيادة رئيس الحكومة". وهاجم رئيس لجنة الخارجية والأمن ياريف ليفين تصريحات داغان، واصفاً ما قاله ب "الثرثرة غير المسؤولة، والتي تسبب ضرراً كبيراً لأمن إسرائيل". مؤكداً أن "داغان يعمل بدوافع سياسية واضحة، وكراهيته لرئيس الحكومة أعمت منذ زمن قدرته على رؤية الواقع. ويصبح الضرر أشد خطورة عندما يتم استغلال تصريحاته حتى النهاية في الدعاية الإيرانية ضد إسرائيل". واضاف ليفين "في الوقت الذي يدير فيه رئيس الحكومة معركة ذات أهمية تاريخية ضد تسلح إيران بقنبلة نووية، يتجرأ داغان على المساس في شكل ممنهج بالجهود الإسرائيلية وبأمننا جميعاً. كنا نتوقع من مسؤول رفيع سابق في منصب بالغ الحساسية في الجهاز الأمني، إظهار النفس الطويل، وعدم استغلال ماضيه في شكل فظ، من أجل محاولة التأثير في شكل سيء على مستقبل مواطني إسرائيل".