حذر المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المسؤولين في المنافذ وجميع موظفيها من الخيانة، وقال: «أيها المسؤول في أي منفذ! اتق الله واعلم أنك مؤتمن، فإياك أن تدخل من جهتك هذه المخدرات، وإياك أن تساعد في ذلك فإنها أمانة، وإياك والخيانة. راقب الله واحفظ المكان الذي أنت فيه، وامنع كل المخدرات، وكن عوناً للمسلمين في محاربتها وكفها وإبعادها عن المجتمع المسلم»، معتبراً الانتحاريين ليسوا إلا فئة من متعاطي المخدرات. وأشار المفتي، خلال خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض، إلى أن من يتعاطى المخدرات لا يؤمن أن ينشر أسرار أمته لأعدائها، ويتعاون معهم على كل باطل في سبيل الحصول على هذه الخبيثة (المخدرات). وأوضح أن أعداء الإسلام حريصون على إفساد الأمة، والترويج لذلك الداء الخبيث، الذي يعرف بالمخدرات، في مجتمعات الأمة، ليهدموا أخلاقها وكيانها ويقضوا على معنوياتها، لافتاً إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أولت عناية عظيمة بمكافحة المخدرات، والأخذ على أيدي أربابها، ومنعهم من نشر الضرر في الأمة الإسلامية، لذلك وضعت الهيئات الخاصة في المنافذ والمطارات للكشف عن تلك المؤامرة، وعن مروجي المخدرات والأخذ على أيديهم ومفاجأتهم قبل نشر بلائهم في الأمة، ولاسيما أنهم تفننوا في توريدها وإخفائها بكل وسيلة. وذكر المفتي أن «الانتحاريين الذين يضحون بأنفسهم ما هم إلا فئة من متعاطي المخدرات سلبت أدمغتهم وغيرت فهمهم، ولاسيما أن منهم من يقدم على الانتحار ليقتل نفس غيره، مضيفاً: «ولا علم عندهم ولا خير فيهم». وقال: «ما نسمعه عن هذه التفجيرات أن الذين يفجرون في أنفسهم ويقتلون غيرهم إنما ربوا على هذه المخدرات التي سلبت عقولهم وأفكارهم». وأفاد بأن متعاطي المخدرات لا يؤمن على محارمه، وربما يقع على أمه أو ابنة أخته «وربما يبذل كل السبل للحصول على المخدرات، ولعله يبيع أثاث بيته، وحاجاته الخاصة، ويضحي بعرضه وأهله وزوجته في سبيل الحصول على ما يكفيه من المخدر، فيما ركبت تلك المواد المخدرة تركيبة خاصة تتسبب في انحلال العقل، وتجعل الإنسان في مستوى لا يدرك ما ينفعه ويضره». ووجّه المفتي رسالة إلى مروجي المخدرات، بالقول: «أيها المروج! اتق الله واعلم بأنك ممن يسعى في الأرض فساداً، وأنك خائن لأمانتك، وأنك من حزب الشيطان، وأن المال الذي تحصله من المخدرات أموال خبيثة وقذرة ومحرمة».