أصدرت محكمة عراقية حكماً بإعدام عادل المشهداني، القائد السابق لقوات الصحوة في منطقة الفضل (وسط بغداد) إثر إدانته بتهمة قتل فتاة في الحي السني الواقع في جانب الرصافة الذي كان يسيطر عليه تنظيم «القاعدة». وقال الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى عبد الستار البيرقدار ل «الحياة» إن «محكمة جنايات الرصافة أصدرت حكماً بإعدام المشهداني، الملقب جلاد الفضل، وفق المادة اربعة من قانون مكافحة الارهاب». موضحاً ان «المحكمة كانت بعيدة عن التأثيرات السياسية، وان الحكم الصادر بحق المدان جاء مطابقاً لما جاء في المادة الرابعة من قانون الارهاب». واوضح البيرقدار ان «هناك مجموعة اخرى من التهم التي وجهت الى المشهداني سيُحاكم عليها تباعاً»، نافياً علمه ما اذا «كان سيتم تنفيذ حكم الاعدام قبل استكمال محاكمته في باقي القضايا او بعد اكتساب الحكم للدرجة القطعية، مشيراً الى ان «الحكم صدر وفق ادلة ثبوتية دانت المتهم». وكان مصدر قضائي أبلغ «فرانس برس» ان «التحقيقات اكدت ان المشهداني قتل الفتاة بعدما طلبت والدتها منه علنًا التوقف عن قتل الناس». وتابع ان «هذه الدعوى هي الاولى المرفوعة ضده، فيما لا يزال عدد كبير من الدعاوى في طريقه للعرض امام القضاء». يذكر ان قوات عراقية، مدعومة بقوات أميركية، اعتقلت المشهداني في آذار (مارس) الماضي، وأعلنت السلطات العراقية في حينه أن المشهداني مطلوب للعدالة في ما لا يقل عن ثمانين دعوى تشمل القتل والخطف والابتزاز. ووجهت اليه كذلك تهمة «قيادة الجناح العسكري» لحزب البعث المنحل. وكانت الفضل، وهي منطقة قديمة جداً وسط بغداد، احد المعاقل الرئيسية لتنظيم «القاعدة» الى حين بدأت الصحوات بالانقلاب عليه اعتباراً من تشرين الاول (اكتوبر)2007. وتسبب اعتقال المشهداني في حركة تمرد واسعة في صفوف قوات الصحوة في المنطقة، وامتنعت عن تسليم اسلحتها الى الحكومة العراقية، ما دفع بقوات الجيش العراقي الى محاصرة المنطقة وتسلم سلاح عناصر الصحوة بعد مفاوضات استمرت نحو اسبوع. من جانبه أكَّد الشيخ وليد العزاوي قائد صحوة السيدية ل «الحياة» أن «عناصر الصحوة وقادتها لا تعترض على محاسبة المذنبين منهم اذا تمت وفق اسس قانونية بعيدة عن التأثيرات السياسية». وقال «نحن نعلم أن الصحوات كانت تعاني الكثير من الخروقات في ما مضى، لكن يتوجب ألا ننسى ان السواد الاعظم منها هم الذين ساهموا في تحقيق الأمن في العديد من أحياء بغداد».